رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمِلْ أُذْنَكَ واسْمَعْ كَلامَ الحُكَمَاءِ، ووجِّهْ قَلْبَكَ إِلي مَعْرِفَتِي [17]. إذ شعر سليمان بقيمة الحكمة، واسترسل في مديحها، خاصة في سفر الحكمة (إصحاحات 7-9)، حاسبا إياها أفضل من العرش والصولجان (حك 7: 8)، ومن الغنى (حك 7: 8)، كما من الصحة والجمال، بل ومن النور المنظور، فهي مصدر العلوم والمعرفة، انعكاس للنور الإلهي (حك 7: 17 إلخ)، طلبها أن تكون قرينة حياته (حك 9). فهي العروس واهبة المجد، الخالدة، الجالسة على العرش السماوي. إنه يود أن يتمتع العالم كله بالاتحاد مع حكمة الله. * ينبغي على الراهب أن يأخذ المشورة من إنسان حكيم، وأن لا يجعل مشورة الجاهل تسكن في قلبه. القديس هيبريشيوس الكاهن * اَخضِع نفسك لمعلِّمٍ لكي ما يؤدِّبك بالرحمة. "لا تعمل شيئًا بدون مشورة" (سي 32: 19) حتى لو بدت لك الأمور أنها جيدة، لأنّ نور الشياطين يصير أخيرًا ظلمات. فإن كنتَ تسمع أو تفكِّر أو ترى أي شيءٍ يترك ولو القليل من الاضطراب في قلبك؛ فاعلم أنه من الشياطين. القديس برصنوفيوس * كانت في أورشليم عذراء حبيسة لمدة ست سنوات مرتديةً مسوحًا، وكان نسكها زائدًا عن الحدّ، ولم تأكل شيئًا لذيذًا قط. فمنعها الآباء من ذلك، ولكنها لم تُصغِ لمشورة أحد، فتعرّت من معونة الله بسبب عجرفتها وإعجابها بذاتها، فتباعد عنها حافظ عفتها، وسقطت سقطةً بشعة. فقد أدخلت عندها إنسانًا كان يخدمها، وسقطت معه في الخطية. وقد حلّت عليها هذه المصيبة، لأنها جعلت القصد من نسكها التظاهر وليس لأجل حب الله، وظنت أنها أفضل من كثيرين. ولما تملّكت عليها الأُبَّهة سقطت في يد إبليس. فردوس الآباء * اسمعوا مني يا إخوتي الرهبان، واحترسوا بهذه السيرة التي بها خلاص أنفسكم وحياتها مخفي ومحفوظ: لا تتكلوا على حكمتكم، ولا على معرفتكم، بل اتبعوا بتواضعٍ مشورة آبائكم، لأن الشك هو معوق لجميع الفضائل، مستأصل لها، وكمثل سجن يقيد كل تلاميذه في عدم المعرفة، إذ يظنون بدون ضيقات كثيرة يدخلون ملكوت السماوات. * من أجل عدم طاعاتهم لمشورة آبائهم الروحيين ووعظهم، جردتهم الشياطين من عمل الفضائل المقدسة، وملأتهم بجميع ما قاله بولس بأنهم ظنوا أنه من غير حب الله وحفظ وصاياه يستطيعوا أن يدركوا ويأخذوا لذواتهم الراحة الإلهية والفرح الذي يُعطى للمتوحدين من أجل عملهم النشيط. القديس غريغوريوس رئيس متوحدين قبرص |
|