منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 11 - 2024, 05:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

الحية النحاسية والصليب




الحية النحاسية والصليب


(عد21: 4-9، يو3: 14،15)

المشهد الذي أمامنا في سفر العدد، مشهد موت ينتهي بالحياة. وبينما الموت جماعي نتيجة لدغة الحيات «فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون»، فإن الحياة شخصية «فكان متى لدغت حية إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا».

ويظهر أمامنا في هذا المشهد؛ الثلاثة الأعداء:

الجسد؛ مُمَثَّلاً في أرض أدوم (ع4)،
والعالم؛ مُمَثَّلاً في مصر (ع5)،
والشيطان؛ مُمَثَّلاً في الحيات المُحرقة (ع6).
وتلك القوى المُعادية تؤدي بالإنسان إلى حالة الموت: فاهتمام الجسد هو موت (رو8: 6)، وصار البشر أمواتاً بالذنوب والخطايا حسب دهر هذا العالم (أف2: 1،2)، وتحت عبودية الشيطان الذي له سلطان الموت (عب2: 14،15).

لكننا في المقابل مع مشهد الموت الكئيب والصراخ الرهيب، نتيجة الحيات ولسعاتها الحامية كاللهيب، نرى تدبير الله العجيب لخلاص شعبه وإحيائه بواسطة لا تخطر على بال إنسان. فقد «قال الرب لموسى اصنع لك حية مُحرِقة وضعها على راية، فكل مَنْ لُدغ ونظر إليها يحيا». لقد جاء الموت والداء عن طريق حية مُحرِقة، وها هو الله يأتي بالحياة والدواء عن طريق حيّة نحاسية، وهذا هو علاج الله الوحيد (ونحن أمام تدبير الله العظيم نخلع نعالنا من أرجلنا، فنحن أمام مشهد تقدّس هو رمز إنجيلي عظيم). فالعلاج الذي عيّنه الرب وعمله موسى لكي يُعلَّق على رايه يكن الحية الحرفية التي أتت بالضرر والموت، بل "شبه الحية"، لتكون الواسطة التي تفيض منها نعمة الله للمساكين المجروحين. ويا له من رمز عظيم للصليب!

ولقد أعلن الرب يسوع أنه هو المقصود برمز الحية النحاسية، وكان رفع تلك الحية على الراية رمزاً لرفعه هو على الصليب؛ وذلك عندما بيّن لنيقوديموس كُلفة الخلاص، فقال له «وكما رفع موسى الحية في البرية، هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يو3: 14،15)، فلقد أوجد الله علاجاً شافياً مُحيياً في ذاك الذي رُفع على خشبة اللعنة والعار. وها هو يقدم الدعوة لكل من لدغته الحية القديمة وسرى سُمها القاتل في كيانه لكي ينظر إلى المسيح المصلوب فينال شفاءً وحياة. ذاك الذي قال «التفتوا إليَّ واخلصوا» (إش45: 22).

وتخيّل معي - قارئي العزيز - شخصاً لدغته الحية ولم يقبل النظر للحية المرفوعة، فماذا سيكون مصيره سوى الموت؟ فكم بالحري مَنْ يرفض النظر للمصلوب! يقول الوحي «فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره» (عب3:2). أو شخصاً انشغل بحالته أو ترجّى الخلاص من أخر، لابد أن يكون مصيره نفس المصير، ألم تتألم نازفة الدم من أطباء كثيرين ولم تنتفع شيئاً بل صارت إلى حال أردأ؟!

لقد كان النظر للحية المرفوعة هو الواسطة الوحيدة للخلاص الزمني. وهكذا التطلع للمصلوب بالإيمان هو الواسطة الوحيدة للخلاص الأبدي «وليس بأحد غيره الخلاص» (أع4: 12). أ لم يخلص اللص حين نظر بالإيمان للمصلوب إلى جواره وقال له «اذكرني يارب»، فجاءه الجواب في الحال «الحق أقول لك، إنك اليوم تكون معي في الفردوس» (لو23: 43)؟!

ثم لاحظ قول الكتاب «فكل من لُدِغ ونظر إليها يحيا» إنها مسئولية شخصية، كما أنها علاقة مباشرة بين الخاطئ والمصلوب.

أخيراً هناك أوجه شبه عديدة بين الحية المرفوعة وسيدنا المرفوع:

1- كانت الحية النحاسية مصنوعة على شبه الحية السامة، كذلك أرسل الله ابنه في «شبه جسد الخطية» (رو8: 3).

2- كانت الحية النحاسية خالية من السُم، وهكذا كان المسيح «بلا خطية» «قدوس بلا شر ولا دنس» (عب4: 15؛ 7: 26).

3- عُلِّقت الحية على راية مرتفعة ليراها جميع الملدوغين، ورُفع المسيح في جلجثة ليراه كل الخطاة الآثمين.

4- كان النظر بالعين الحرفية واسطة الشفاء من لسعة الحية، والآن نظرة الإيمان بالعين الروحية هى واسطة الخلاص من موت الخطية.

ونلاحظ أنه في بداية سفر العدد 21 نقرأ عن تذمرات الشعب وما أعقبه من قضاء الله عليهم بلدغات الحيات. ومن ثم فقد جاء البكاء والموت والصراخ. أما بعد رفع الحية، إذ ظهر في المشهد ما يرمز للمسيح المصلوب، فقد أتى الترنم والفرح والتسبيح المترتب على الشفاء والحياة.

هل قبلت المصلوب الذي كان مجروحاً لأجل معاصينا، مسحوقاً لأجل آثامنا، آخذاً مكاننا ليُعطينا مكانه ومقامه؟

إن لم تكن قد قبلته بعد، فاقبله الآن بنظرة الإيمان لتنجو من الهلاك وتنعم بالحياة.

هل تبغي عتقاً من نير الآثام

هيا للمصلوبْ ها قد ظفر

هل تبغي قهر أعوان الظلام

هيا للمصلوبْ ها قد قهر
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أن الحية النحاسية كانت على شبه الحية التي سبَّبت الموت
ما هى الحية النحاسية
ما هي الحية النحاسية؟
برية صتن و الحية النحاسية
الحية النحاسية


الساعة الآن 08:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024