رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله روح الله في جوهر لاهوته غير ملموس، وغير منظور (كو1: 12)، لذلك يقول الكتاب: «اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ» (يو1: 18). «الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ» (1تي6: 16)، «مَلِكُ الدُّهُورِ الَّذِي لاَ يَفْنَى وَلاَ يُرَى» (1تي1: 17)، والمسيح باعتباره الكلمة هو الطريق الوحيد للإعلان عن الله «اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ» (يو1: 18). ولأن الله روح؛ فهو ليس بحاجة إلى أكل وشرب. الكتاب كلَّمنا عنه بالطريقة واللغة التي نفهمها، لكي يقرِّب إلى قلوبنا ما لا ندركه بأفهامنا البشرية، عبَّر لنا عن أعمال الله بأعمال أعضاء جسم الإنسان، فقال عنه «عَيْنَاهُ تَنْظُرَانِ. أَجْفَانُهُ تَمْتَحِنُ بَنِي آدَمَ» (مز11: 4)، «عَيْنَا الرَّبِّ نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ» (مز34: 15)، «سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ» (مز8: 3)، «يَدَاكَ صَنَعَتَانِي وَأَنْشَأَتَانِي» (مز 119: 73)، «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: السَّمَاوَاتُ كُرْسِيِّي وَالأَرْضُ مَوْطِئُ قَدَمَيَّ» (إش66: 1). عندما تكلم الرب مع المرأة السامرية عن السجود قال لها: «اَللَّهُ رُوحٌ، وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا» (يو4: 24). «اَللَّهُ رُوحٌ» هنا يتكلم عن طبيعة الله، وعدم محدوديته ووجوده في كل مكان، هو روح لا تحدّه الأبعاد والمواقع، لا يتجه الناس إليه في اتجاه خاص. أمام هذا الإعلان الإلهي ليتنا نُشبع قلبه بتقديم سجود له بالروح والحق، سجود يتناسب مع طبيعته الأدبية، يتصاعد كبخور عطر إلى محضر الله. |
|