رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خصال رجل الله أليشع والتي نكتشفها من تصرفاته: أولاً: مُسَالم: لقد انطبق عليه كلمات الرسول: «إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ» (رو١٢: ١٨). نعم لقد حذَّر أليشع مَلِك إسرائيل من غدر رِجَال مَلِك أَرَامَ، لكنه أبدًا لم يُوقع بهم ضررًا. إنه قصد سلامة مَلِك إسرائيل، وقصد أيضًا سلامة رِجَال مَلِك أَرَامَ ! ثانيًا: رجل النعمة: عندما ذهب قائد الخمسين بالخمسين الذين له يطلب من إيليا النزول معه. أنزل إيليا عليهم نار من السماء وأكلتهم، وتكرر هذا مرتين (٢مل١: ١٠، ١٢)، ولكن عندما جاء هذا الجيش الثقيل ليُمسك بأليشع، ضربهم بالعمى لا ليؤذيهم، بل ليسهل عليه قيادتهم إلى السامرة. ولم يُرسل عليهم نار من السماء لتأكلهم، بل «أَوْلَمَ لَهُمْ وَلِيمَةً عَظِيمَةً فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ فَانْطَلَقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ» (ع٢٣)! وهكذا نجده يُطبِّق كلمات رسول النعمة بصورة رائعة: «لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ. مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ. إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ. لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ. لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ، بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ» (رو١٢: ١٧-٢١). ثالثًا: ذو قلب متَّسع: مع إدراك أليشع لطبيعة المَلِك الذي يتعامل معه، ومدى شره، وقلبه المليء بالحقد والكراهية، لم يجعل مِن ذلك مُبرِّرًا بأن يتعامل معه على أقل تقدير بشيء من التحفظ والجفاء، بل نراه يُظهر ببساطه ما في قلبه من محبة وتسامح وصَفح، دون أن ينظر إلى القلب الذي أمامه المليء بالشر والخبث، والذي قد لا يتأثر بما يُظهره له من عواطف صادقة ومخلصة. وهذا ما حدث بالفعل، فبعد أن أَوْلَمَ أليشع وَلِيمَةً عَظِيمَةً لجيش مَلِكُ أَرَامَ، كنا نتوقع أن يخجل مَلِكُ أَرَامَ بهذه المشاعر الراقية والصادقة التي غُمِر بها، ويطلب أن يعيش في سلام مع جيرانه، إلا أننا نقرأ بكل عجب: «وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ جَمَعَ كُلَّ جَيْشِهِ وَصَعِدَ فَحَاصَرَ السَّامِرَةَ» (٢مل٦: ٢٤)! لاحظ عبارة: «وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ»؛ أي أن نتيجة تصرفات أليشع وما فعله مع جيش ملك أرام، كان أن مَلِكُ أَرَامَ صَعَدَ ليُحارب مَلِك إسرائيل! إن طبيعته الرديّة لا تعرف أن تعمل أفضل من ذلك، وطبيعة أليشع الجيدة لا تعرف أن تعمل أقل من ذلك!! أقول إن أليشع سبق عهده، وحري به أن يُطلَق عليه نبي النعمة. إن تعاليم الناموس التي تتناسب مع طبيعة الإنسان الساقط تُعلِّم: «عَيْنًا بِعَيْنٍ، وَسِنًّا بِسِنٍّ، وَيَدًا بِيَدٍ، وَرِجْلاً بِرِجْل» (خر٢١: ٢٤)، أما تعاليم النعمة التي أتي بها الرب بعد أن وهبت قدرته الإلهية لنا كل ما هو للحياة والتقوى (٢بط١: ٣) تُعلِّم: «لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا» (مت٥: ٣٩)! والناموس يُعلِّم: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ» (مت٥: ٤٣؛ تث٢٣: ٣-٦؛ مز٤١: ١٠)، والنعمة تُعلِّم: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ» (لو٦: ٢٧، ٢٨). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله هو الذي يختار لنا ساعة متى يشاء وكيفما يشاء |
أليشع استخدمته يد الرب وملأه روح الله |
أليشع معناه: ”الله المخلِّص“ |
أكرم الله أليشع |
المرأة الشونمية عظيمة لأنها قبلت رجل الله أليشع |