12 - 11 - 2012, 02:06 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
البابا تواضروس الثاني.. صورة من قريب
رغم أن دموع الأقباط مازالت تذرف.. ولم ولن تجف علي فراق البابا شنودة الثالث في السابع عشر من شهر مارس الماضي, إلا أن الكنيسة القبطية قد نجحت في التغلب علي أحزانها والتطلع إلي الأمام بنظرة تغلفها روح التفاؤل والأمل,
رغم أن دموع الأقباط مازالت تذرف.. ولم ولن تجف علي فراق البابا شنودة الثالث في السابع عشر من شهر مارس الماضي, إلا أن الكنيسة القبطية قد نجحت في التغلب علي أحزانها والتطلع إلي الأمام بنظرة تغلفها روح التفاؤل والأمل, وقامت باختيار البطريرك الجديد عن طريق القرعة الهيكلية في الرابع من نوفمبر الجاري.. فامتزجت دموع الحزن مع دموع الفرح خاصة أن البابا تواضروس الثاني يعد أحد أنجب تلامذة الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك, الذي نجح باقتدار خلال الثمانية أشهر الماضية في قيادة سفينة الكنيسة, حتي سلمها للبابا الجديد..
ويعد البابا تواضروس الثاني هو البابا رقم 118 في عداد بطاركة الكنيسه الأرثوذكسية منذ نشأتها وحتي الآن, وهو أول بطريرك يعتلي العرش البابوي خلال القرن الحادي والعشرين.. أما خلال القرن العشرين فقد عرفت الكنيسة الأرثوذكسية 6 من الآباء البطاركة.. وهم حسب الترتيب..
وكان من مدينة بني سويف واسمه قبل الرهبنة يوحنا, وعاصر خلال فترة توليه مسئولية الكنيسة التي استمرت52 سنة خمسة حكام لمصر, هم إسماعيل باشا توفيق باشا عباس باشا الثاني السلطان حسين فؤاد الأول.
وهو من منطقة دير تاسا شرق مدينة أبو تيج بالصعيد وكان أيضا يحمل اسم يوحنا قبل الرهبنة, وقد عاصر خلال مدة رعايته الملك فؤاد ثم الملك فاروق.
البابا ماكاريوس الثالث الـ114 (1944 1945 )
وهو من المحلة الكبري كان اسمه عبدالمسيح قبل الرهبنة, ولم يبق علي الكرسي البابوي سوي عام واحد ثم توفي, فعاصر الملك فاروق فقط
وهو من سوهاج وكان اسمه قبل الرهبنه أقلاديوس و قد عاصر خلال فترة ولايته التي استمرت 11 سنة الملك فاروق ثم محمد نجيب ثم جمال عبد الناصر.
وكان اسمه قبل الرهبنة عازر يوسف وهو من مواليد دمنهور, وقد عاصر الرئيسان السابقان جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات خلال 12 عاما.
وهو من مواليد أسيوط وكان اسمه نظير جيد, واستمر علي الكرسي البابوي لمدة أربعون عاما عاصر خلالها رئيسين لمصر, هم محمد أنور السادات وحسني مبارك.
وبعد وفاة البابا شنودة ظل الكرسي البابوي فارغا, إلي أن اختارت العناية الإلهية البطريرك الجديد من خلال مراسم اختيار البطريرك التي أجريت مؤخرا بالكاتدرائية الكبري بالعباسيه والتي تخللتها القرعة الهيكلية, حيث قام الطفل بيشوي جرجس مسعد (6 سنوات) بسحب الاسم من بين ثلاثة أسماء وهو معصوب العينين, في حضور عدد هائل من الشعب ورجال الدين والشخصيات العامة ورجال الدولة علي رأسهم اللواء ماهر مراد مساعد وزير الداخلية. وقد وقع الاختيار أمام الجميع علي نيافة الحبر الجليل الأنبا تواضروس أسقف البحيرة.. ومن المعروف أن البابا الجديد مولود باسم وجيه صبحي بقية سليمان,
وقد حصل علي بكالوريوس الصيدلة من جامعة الإسكندرية عام 1975 ثم زمالة الصحة العالمية عام 1985, وعمل مديرا لمصنع أدوية تابع لوزارة الصحة بدمنهور .. وكان الطبيب الشاب وجيه في ذلك الوقت ومنذ أن كان لايزال طالبا يدرس.. كان يتوق دائما لحياة النسك والرهبنة.. وهو ما يوضحه ابن عمه القمص أنطونيوس محب باقي كاهن كنيسة السيدة العذراء و ماريوحنا بكاليفورنيا, فيقول إن الأنبا تواضروس كان خلال مرحلة الشباب يجمع في شخصيته بين الهدوء والوداعة,
وأيضا المرح واللباقةفي الحديث حيث كان اجتماعيا جدا, يحب ويخدم الجميع بروح طيبة ووجه بشوش , وكان يشتاق إلي حياة الرهبنة ولكنه يؤجل تحقيق هذا الحلم بسبب بعض الارتباطات العائلية والعملية, ولكنه في النهاية اتخذ قراره بجرأة تاركا كل شيء وراءه وترك عمله وذهب إلي دير الأنبا بيشوي طالبا الرهبنة عام 1986 دون أن يخبر أحدا حتي لا يثنيه أحد عما عزم عليه وقد ظل بالدير لمدة عامين تحت الاختبار إلي أن رسم راهبا بصفة رسمية في 31 يوليو عام 1988, و في العام التالي رسم قسا, ثم تلت تلك الفترة نحو 10 سنوات كان يقوم خلالها بمساعدة الأنبا باخوميوس في البحيرة في خدمة الفقراء والمحتاجين إلي أن اختاره البابا شنودة عام 1997 لينال درجة أسقف.
ويوضح الأب أنطونيوس أيضا أن الأنبا تواضروس لم يكن يوما هادئا إلي درجة الانطوائية بل إنه كان فقط قليل الكلام يتمتع بدرجة ذكاء عالية.. كثير السمع, قليل الكلام, حكيم ومتزن جدا جدا, يميل إلي التجديد والابتكار, كما انه في شبابه كان يعرف جيدا كيف يشغل وقت فراغه, وعندما اكتشف في نفسه ميلا و عشقا لفن التصوير اهتم بتنمية موهبته, وانشغل بالكاميرات والماكينات الحديثة, كما كان مهتما أيضا بممارسة بعض الرياضات الخفيفة التي لا تتسم بالعنف مثل البينج بونج والراكيت, وكان أيضا كثير التردد علي دير الأنبا بيشوي, ومجتهد في الإلمام بجميع الواجبات الاجتماعية والروحية, فكانت إذا ذهبت أسرته إلي أحد المصايف علي سبيل المثال, يقوم بزيارتهم وقضاء يوم أو اثنين علي الأكثر معهم لمشاركتهم, ثم يقوم بعد ذلك بالاستئذان وتركهم لمتابعة اهتماماته الأخري في الخدمة..
وقد كان للبابا تواضروس شقيقتان فقط, إحداهما تدعي هدي وتعيش في مدينة الإسكندرية مع أسرتها, وشقيقة أخري كانت تدعي إيمان عرفت بوداعتها وطيبتها الشديدة, ولكنها توفيت منذ أعوام قليلة, أما والده فقد توفي في أول أيام امتحانه للشهادة الإعدادية, ووالدته نتمني لها الصحة والشفاء حيث إنها تعاني من وعكة صحية أصابتها خلال الأيام الماضية, وهي سيدة فاضلة أفنت حياتها في خدمة أسرتها وكنيستها, فكافأها الرب بأن سمح لها أن تري ابنها بطريركا للكنيسة الأرثوذكسية.. أعانه الله وزوده بالحكمة والقدرة علي قيادة السفينه خلال المرحلة القادمة باذن الله.
|