إن الإنسان الكامل، ربنا المعبود يسوع، أظهر توافقًا كاملاً مع مشيئة السماء. قَطّ لم يستقلّ عن الله، ولم يعمل شيئًا بخلاف رغبة الآب، تميّز بكمال أدبي رائع، ومن ضمن الكمال الأدبي الذي تميّز به ”صمته العجيب“.
وإحدى مميزات الرجل الكامل والعاقل هو ضبط الشفتين «وأما الضابط شفتيه فعاقل» (أم10: 19) وإن كان أحدٌ لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضًا» (يع3: 2).
لقد تعجَّبت الجموع من كلام الرب يسوع، وآخرون تعجبوا من صمته الرزين الشامخ. صمته كان أحد كمالاته الأدبية، وخلع عليه جمالاً فاق فيه على الجميع. وبعجالة سريعة نتأمل معًا في بعض مواقف الصمت والسكوت في حياة سيدنا المعبود، متعلمين منه عمليًا ما قاله الكتاب: «للسكوت وقت وللتكلم وقت» (جا3: 7). مع علمنا أننا بالطبيعة ميالون للتكلم وقليلو الخبرة في براعة ومهارة الصمت والسكوت. فإن كان الرب يسوع أظهر كمالاً منقطع النظير، فلنتعلم منه حتى نتغير مِن مُسرعين في الكلام إلى مسرعين في الاستماع مبطئين في التكلم (يع1: 19).