"الصالح يورِّث بني البنين، وثروة الخاطئ تُذخر للصدِّيق" [ع 22]
يقدم لنا القديس يوحنا الذهبي الفم تفسيرًا رمزيًا، فيرى في الصالح هنا رمزًا للعقل الذي غالبًا ما يشبه والدًا ينجب أبناء صالحين، أي أفكارًا صالحة، وهذه بدورها تولد أفكارًا صالحة فتصير آباء لأعمال مماثلة.
نضرب مثلًا عمليًا لذلك، فإن القديسة مريم وهي بارة ومن الصدِّيقين، فاقت السمائيين والأرضيين، ليس لها بنين ولا أحفاد حسب الجسد. لكنها وقد حملت في أحشائها محب البشر، مخلص العالم، اتسع قلبها بالحب نحو كل البشر، فصارت حواء الجديدة، أم كل حيّ. صار لها أبناء حسب الروح، أي في المسيح يسوع. ماذا ورَّثت أبناءها وأبناء أبناءها؟ لقد تمتعت بالتطويب، إذ قالت: "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تُطوِّبني" (لو 1: 48). ولعل أول من ورث من أبنائها هذا التطويب اللص اليمين، إذ تترنم الكنيسة في الجمعة العظيمة قائلة: "طوباك يا ديماس اللص".