سفر المزامير، لنرى ما في جعبته عن هذا الموضوع الخطير.
يقول المزمور الأربعون: «هأنذا جئت، بدرج الكتاب مكتوب عني، أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت» (ع7و8).
إنه هنا يتحدث طبعًا عن مجيئه الأول، فهو في مجيئه الأول أتى كالعبد المطيع. أتى كالمحرقة الحقيقية، ولسان حاله «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت».
في كلمات قليلة نقول إن المسيح أتى من المجد، ليمجد الله في عالم أهانه. ليس يمجده بإبادة المتمردين والقضاء عليهم، بل بأن يجهز طريقًا لخلاصهم. والله بهذه الطريقة تمجد أكثر بكثير من المجد الذي كان سيُحصِّله لو قضى على الخليقة المتمردة الآثمة.
لا عجب أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين بعد أن ذكر عبارة مزمور 40 «هأنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله» يعلق عليها بالقول: «فبهذه المشيئة نحن مقدسون، بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة لأجلنا» (عب10: 7-10). لأجل هذا أتى المسيح، وقَبِل أن يكون عبدًا للرب.