رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لن يكف عن خدمتنا حتى في الأبدية فهو الذي سيتمنطق ويتكئنا ويتقدم ويخدمنا (لو12: 37). دعونا نتأمل في بعض لمحات تعبه في الخدمة وهو ابن الله الذي ظهر في الجسد. فيذكر لنا البشير يوحنا «إذ كان قد تعب من السفر، جلس هكذا على البئر» (يو4: 6)، وذلك ليلتقي بالسامرية ويخلصها. إذ هو الراعي الذي يذهب لأجل الضال حتى يجده. وفى يوحنا7: 53؛ 8: 1 نقرأ «فمضى كل واحد إلى بيته، أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون». عجبًا وكل العجب! إذ بعد عناء وتعب التعليم في عيد المظال ولا سيما اليوم الأخير العظيم من العيد حيث نادى بصوت عظيم للعطاش، وحيث أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خدامًا ليمسكوه. تصور كم المتاعب النفسية والجسدية. لكن ما أعظمه، ففي الوقت الذي مضى كل واحد إلى بيته ليستريح بعد عناء، ويتناول من الطعام ما لذ وطاب، إذا به له المجد يمضي إلى جبل الزيتون بلا راحة ولا طعام. لقد كان منهاج حياته «ينبغي أن أعمل.. ما دام نهار» (يو9: 4) وأيضًا «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله» (يو4: 34). وكيف يتأتى له أن يستريح وهو يرى الناس كخراف لا راعي لها، يغطيهم البؤس والشقاء بسبب الخطية وأعمال الشيطان، فها هم المرضى والضعفاء والمفلوجين والبرص والعرج والعمي والعسم، وها هو إبليس الذي له سلطان الموت وقد صاروا له عبيدًا بسبب الخوف من الموت، فكانوا يحتاجون لمن يحررهم وينقلهم من الموت إلى الحياة، ومن الظلمة إلى النور. كم كان بأحاسيسه الرقيقة يتألم لهذه المشاهد، فكان يحمل أحزانهم ويتحمل أوجاعهم وكان يسعى ليطلب ويخلص ما قد هلك. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نخبره عن قلة حيلتنا وضيقاتنا |
ما أضيق حيلتنا |
القديسة ديمبنا |
متى نعي خدمتنا |
أين نثبّت خيمتنا؟ |