
23 - 10 - 2024, 05:13 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,619
|
|
"بحسب فطنته يُحمد الإنسان،
أما الملتوي القلب فيكون للهوان" [ع 8]
ليس ما يُكرِم الإنسان مثل الحكمة السماوية، إذ تعكس عليه بهاءً سمائيًا داخلي، ويحمل في داخله روح الحق. كل البشر يفضلون الحكمة، والعالم يكرِّم التعقل والفهم الروحي، وإن كان الذي يتمسك بهذه الأمور يتعرض لاضطهادات ومقاومة.
أما الإنسان الملتوي الذي يظن في نفسه أنه حكيم وقادر على البلوغ إلى هدفه بطرق ملتوية، فلا يُسر به الله، بل وحتى البشر يكتشفون حقيقة شخصيته ويستخفون به، ويهزأون بأسلوبه الملتوي.
* مفجِعٌ ومميتٌ سمّ العدو هذا، فبه أعمى كثيرين وطرحهم على حين غِرّةٍ، لأنه يوحي للنفس بفكرٍ زائفٍ ومُهلِكٍ حتى تتصوّر أنها أدركت أمورًا غير مدرَكة عند معظم الناس، وأنها متفوِّقة في الصوم. كما أنه يوحي للنفس بأعمالٍ بطوليةٍ عديدةٍ، ويُضلّها بجعلها تنسى كل خطاياها لكي تشعر بتفوُّقها على مَنْ هم حولها. إنه يسرق من قلبها ذكر أخطائها، وهو لا يفعل ذلك لمنفعة النفس بل حتى لا يمكنها أن تنطق بهذا القول الشافي: "إليك وحدك أخطأتُ، ارحمني" (مز51: 4و1)، ولا يسمح لها أن تقول: "أحمد الرب بكل قلبي" (مز111: 1). بل كما قال الشيطان نفسه في قلبه: "أرفع كرسيي فوق كواكب الله" (إش14: 13)، وهكذا يخدع الإنسان بالاتجاه إلى السيطرة والمناصب العالية، وأيضًا بمناصب التعليم والتباهي بالشفاء. وهكذا تهلك النفس بالخداع إذ تُصاب بجرحٍ يصعُب شفاؤه.
* لا تقبل إليك المجد الباطل، فإنك لا تقدر أن تحتمل خداعه وجنون نفاقه إذ يجلب عليك الأفكار الغاشة.
* إذا أسلمت قلبك له في أحلام كاذبة، فهو يزداد رسوخًا في الفكر الباطل حتى يضلِّل كل الذين يقبلون الروح الذي يحب القول الذي كُتب عنه: "متى تكلَّم بالكذب فإنما يتكلَّم بما له لأنه كذَّاب وأبو الكذاب" (يو 14:8).
|