![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() في إنجيل يوحنا من أصحاح 13 إلى 17 يكشف عن أفكار الله السرّية، ويتركها لتلاميذه، فكلّمهم عن الآب وبيته، وعن المُعزّي وعن أشياء أخرى كثيرة. في نهاية إصحاح 16 بعدما قال كل شيء، شهد التلاميذ مشهدًا رائعًا: الشخص الذي اتضع لدرجة غسل أقدامهم، رفع عينيه إلى السماء كما لو كان يريد أن يقيم علاقة بين أحبائه والآب، فسمعوه في هذه الصلاة الرائعة المذكورة في أصحاح 17 يتكلم عن المجد الذي كان له ”قبل كون العالم“، وعن المحبة التي توجد بين الآب والابن ”قبل إنشاء العالم“، وسمعوا الابن يطلب من الآب بشأن المحيطين به - الذين أعطاهم له الآب - لكي يتمكنوا يومًا من مشاهدة هذا المجد ومعرفة هذه المحبة. «قال يسوع هذا وخرج مع تلاميذه إلى عبر وادي قدرون، حيث كان بستان... لأن يسوع اجتمع هناك كثيرًا مع تلاميذه» (يو18: 1-2). جلس ثمانية منهم عند المدخل: «اجلسوا ههنا حتى أمضي وأصلّي هناك» (مت26: 36)، وانتظروا في الليل، عند باب البستان، عودة سيدهم. أما يسوع فدخل البستان مع بطرس ويعقوب ويوحنا، حيث «ابتدأ يحزن ويكتئب»، وباح لهم بآلامه التي لم يتحدث إلى آخرين عنها «نفسي حزينة جدًا حتى الموت. امكثوا هنا واسهروا» (مر14: 34)، وابتعد عنهم ”نحو رمية حجر“ و”خر على وجهه“. بعد التجارب التي جُرِّب بها يسوع في بداية خدمته «فارقه إبليس إلى حين» (لو4: 13)، وها هو الآن يتقدم في الظل «لأن رئيس هذا العالم يأتي» (يو14: 30)، ويبذل آخر مجهود عنيف لإيقاف المخلص، فيضع أمامه آلام الصليب وخزيه وعاره، وتخلي الله عنه أثناء ساعات الظلمة التي صار فيها خطية لأجلنا، كما وضع أمامه الموت أجرة هذه الخطية. هذا هو الصراع الذي دار في جثسيماني في بستان الليل. وتوجه يسوع لا إلى الشيطان بل إلى الآب، لأنه يريد أن يأخذ الكأس منه وحده. وتتجسم أمامه كل خطايا الإنسان وامتداداتها، بأفعال الأمس واليوم وإلى الأبد، مع تمردنا اليومي وحقارتنا وخسّتنا. كل البشرية حاضرة بخطيتها من كل مكان وزمان. أما هو فكان محصورًا بين فعل إرادتين كل منهما مقدّسة وكاملة: من ناحية، الابتعاد عن الخطية ونجاستها، ومن ناحية أخرى تتميم إرادة الآب المقدسة الذي يريد إحضار ”أبناء كثيرين إلى المجد“، لكنه رغم ذلك لا يمكنه تجاهل الإهانة الموجهة إلى قداسته من خطية الإنسان. |
![]() |
|