"خوف الشرير هو يأتيه، وشهوة الصدِّيقين تُمنح" [ع 24]
كثيرًا ما يظهر الأشرار كمازحين يخلقون جوًّا من المرح والفرح، ويفتخرون بقدرتهم على ذلك، لكن أعماقهم مملوءة خوفًا واضطرابًا، لا يجد السلام له موضعًا في أعماقهم. يظنون في أعماقهم أنهم بمزاحهم يخففون عن مشاعرهم الرهيبة الداخلية، وعن أثقال الغير، لكن سرعان ما تتحقق مخاوفهم الداخلية. أما الصدِّيقون فشهوة قلبهم هي مجد الله وخلاص العالم وبنيان نفوسهم، هذه كلها عطايا إلهية يقدمها لهم الله مجّانًا. وكأن الله يهب كل إنسان شهوة قلبه الخفية. الشرير الخائف يسقط في الخوف، والصدِّيق المهتم بالأبدية ينعم بها. وكأنه في النهاية يواجه الإنسان محصلة أعماقه الداخلية، إما ينال مجدًا لا يُعبر عنه، أو يسقط في عارٍ لا يُنزع عنه.