رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أريد رحمة لا ذبيحة اقتبس المسيح هذه العبارة من هوشع 6: 6، إذ نقرأ هناك قول الرب على لسان النبي هوشع للشعب: «إني أريد رحمة لا ذبيحة، ومعرفة الرب أكثر من المحرقات». فالرب هنا يدعو الشعب الذي تحوَِّل عنه ورفض الإصغاء إلى صوت أنبيائه، يطالبهم الرب بإظهار الرحمة نحو المساكين من شعبه، فذلك أفضل من اهتمامهم بالطقس والمظهر الخارجي دون الاهتمام بالجوهر، الذي هو معرفة الله معرفة حقيقية. فطاعته ومخافة اسمه أفضل من كل المحرقات الدموية التي يجتهدون في الحفاظ على ممارسة تقديمها في المواسم والأعياد كما تنص شريعة موسى. إن هذا القول قد اقتبسه الرب وهو هنا على الأرض في مناسبتين: الأولى، في بيت متى (مت9: 13)، حيث دعا متى كثيرين من العشارين والخطاة، الأمر الذي استاء منه الفريسيون إذ قالوا منتقدين الرب: «إنه يأكل مع العشارين والخطاة». إلا أن قول المسيح هذا «اذهبوا وتعلموا ما هو» بمعنى: يجب أن تفهموا ما هو جوهر الشريعة، وهو أني أريد رحمة. والرحمة هنا هي رغبة الله الصادقة في خلاص هؤلاء الخطاة، وهو بعمله هذا يكون قد أظهر لهم رحمة الله وهذه الرحمة، كما عبَّر المسيح عنها، َهي أعظم بما لا يُقاس من حفظ الشخص المتدين للمظهر الطقسي الخارجي للديانة، ثم إدانة البشر وانتقادهم على سوء سلوكهم، دون إظهار أية رغبة في خلاصهم. ثم نطق المسيح أيضًا بهذه العبارة في متى 12: 7، وذلك حينما أدان الفريسيون تلاميذَ المسيح على قطفهم السنابل في يوم السبت. وأراد الرب بقوله هذا أن يفهم الفريسيين جوهر الناموس أنه لخدمة الإنسان، لا لزيادة معاناة الإنسان، فلقد كان تلاميذ المسيح جائعين، ولم تمنع الشريعة ما فعلوه. أما المسيح فقد استخدم التاريخ في حادثة أكل داود من خبز التقدمة، ليبرر ما فعله تلاميذه. ألا نقرأ قول يعقوب في رسالته (يع 2: 13) أن «الرحمة تفتخر على الحكم»؟ إذ أن الله يجد سروره في الرحمة أكثر من الدينونة. فهل فهم الفريسيون ذلك في يومهم؟ وهل فهمنا نحن هذا القول الإلهي: «إنى أريد رحمة لا ذبيحة» لنسلك به كمن عرفنا شخص المسيح؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن إبليس اقتبس هذه العبارة ليجرب السيد المسيح |
«إني أريد رحمة لا ذبيحة» |
هوشع النبي (أريد رحمةً لا ذبيحة) |
إني أريد رحمة لا ذبيحة |
إني أريد رحمة لا ذبيحة |