![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() العمل والاجتهاد 4 اَلْعَامِلُ بِيَدٍ رَخْوَةٍ يَفْتَقِرُ، أَمَّا يَدُ الْمُجْتَهِدِينَ فَتُغْنِي. 5 مَنْ يَجْمَعُ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ ابْنٌ عَاقِلٌ، وَمَنْ يَنَامُ فِي الْحَصَادِ فَهُوَ ابْنٌ مُخْزٍ. "العامل بيدٍ رخوة يفتقر، أما يد المجتهدين فتُغني" [ع 4] الحكيم دائم العمل والحركة، يقتطف الغنى. أما الجاهل فكسلان يفضل النوم والتراخي عن السهر والاجتهاد، نصيبه الفقر. خلق الله آدم وأقامه في الفردوس لكي يعمل، فإنه يُبارك اليد المجتهدة، وبعنايته يسمح لليد المتراخية أن تفتقر، فمن لا يعمل لا يأكل. من يزرع إهمالًا يحصد فقرًا، ومن يزرع غيرة واجتهادًا يحصد بركة ونجاحًا. العمل والقدرة عليه هما هبة يقدمهما الله للإنسان، فيليق بالمؤمن ألا يتوقف عن العمل ما استطاع، وقدر ما يهبه الله من قوةٍ وقدرةٍ ومواهبٍ. وقد جاءت الدعوة للعمل وصية كتابية. يقول الرسول: "إذ أنتم تعرفون كيف يجب أن يتُمثل بنا، لأننا لم نسلك بلا ترتيب بينكم، ولا أكلنا خبزًا مجانًا من أحدٍ، بل كنا نشتغل بتعبٍ وكدٍ ليلًا ونهارًا، لكي لا نُثقل على أحدٍ منكم" (2 تس 3: 7-8). كأن الرغبة الجادة والعملية للعمل ترافق الإيمان الحيُ وتعبر عنه. الأرض التي لا يتعب المزارع فيحرثها ويزرعها تخرج له شوكًا عِوض العنب أو غيره من الفواكه أو المحاصيل. الأرض بكل مواردها الغنية لا تقدم لنا ثمارًا أو كنوزًا بلا عمل، مثل الزراعة والتنقيب عن مناجم المعادن الثمينة، وصيد السمك... فإنه ما كان يمكن للأرض أن تصلح للحياة لو لم يُمارس العمل. لقد أدركت أغلب حكومات العالم خطورة البطالة وعدم العمل على سلوكيات المجتمع لذلك حسبت البطالة أخطر عدو يهدد المجتمع ويفقده سلامه. فالعمل ليس فقط مصدرًا لزيادة الإنتاج، وإنما لنمو شخصية الإنسان وسلامه الداخلي. جاءت رسالة الإنجيل المفرحة دعوة صريحة للعمل بلا انقطاع، وذلك بغنى نعمة الله، لعلَه يبلغ الإنسان إلى قياس ملء قامة المسيح، أي يبقى المؤمن مجاهدًا كل أيام غربته ليختبر عذوبة الملكوت الداخلي. * في البداية أعطانا الله حياة خالية من الهموم ومُعفاة من الكد. أما نحن فلم نستخدم العطية حسنًا، بل أفسدنا راحتنا، وخسرنا الفردوس. لهذا جعل حياتنا متعبة... يعمل الكسل على إفسادنا ويسبب لنا متاعب كثيرة. * في البدء كان يمكن أن تعمل دون كدٍ... لأن الله نفسه أراد هذا، لكنك لم تسمح بذلك. فإن الله لم يمزج العمل بالكد. لو أن الإنسان اختبر الكد منذ البداية لما أُبتلي به كعقابٍ بعد ذلك. وفي واقع الأمر يمكنك أن تعمل وفي نفس الوقت لا تصل إلى مرحلة العمل الشاق، كما في حالة الملائكة. القديس يوحنا الذهبي الفم رسالة منسوبة للقديس إكليمنضس الروماني القديس إكليمنضس الروماني فإن كان الآتي عابر سبيل أعينوه قدر استطاعتكم، ولا يبقى عندكم أكثر من يومين أو ثلاثة عند الضرورة. إذا أراد أن يمكث عندكم كصاحب مهنة فليعمل ليأكل (2 تس 3: 10). أما إذا لم يكن صاحب حرفة، فوجِّهوه أنتم لكيلا يعيش بينكم كمسيحي عاطلًا. إذا لم يرد أن يعمل فهو متاجر بالمسيح (1 تي 6: 5)، احترزوا من أمثاله. الديداكية * قيل: "الفقر يجعل الإنسان متواضعًا" [4 LXX]. وأيضًا يقول المسيح: "طوبى للمساكين بالروح (مت 5: 3). هل تحزن لأنك على الطريق الذي يقود إلى الفضيلة؟ ألا تعلم أن هذا يُعطينا ثقة عظيمة (إنه يهتم بنا بالرغم من فقرنا)؟! القديس يوحنا الذهبي الفم القديس إكليمنضس السكندري |
![]() |
|