رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العبد الأمين الحكيم (مت24: 45-51؛ لو12: 41-48) أسمي شيء يستحق التقدير في حياتنا القصيرة هو أن نكون عبيدًا للرب، نخدمه بأمانة وحكمة، أن نكون نافعين للرب ولقطيع الرب. ولكي يتحقق هذا الغرض يجب أن نقف في مجلس الرب ونستمع إلى كلامه، ثم نخرج عاملين مشيئته. فيا تُرى من هو العبد الأمين الحكيم؟ هو الذي أقامه الرب ليقدِّم الطعام لأهل البيت أثناء فترة غيابه. عبيد الرب لهم قيمة عظيمة في نظره، وكل من يخدم بينهم يجب أن يكون وكيلاً أمينًا للرب، وعليه أن يُعطي الذين يخدمهم ما يناسبهم. العبد الأمين الحكيم هو الذي يعطي العلوفة في حينها. فعليه تقديم كلمة الله لكل شعب الله، يقدِّم الطعام المناسب في الوقت المناسب. الأمانة لا تحجز شيئًا من حق الله، والحكمة تقدّمه في حينه. فاللبن العقلي عديم الغش يُقدَّم للأطفال المولودين حديثًا، والطعام القوي يقدَّم للبالغين الذين صارت لهم الحواس مدربة. وهذا يتطلب منه تمييزًا روحيًا، لا يأتي إلا بالشركة المستمرة مع الرب، والسلوك بالروح. الأمانة تدفع العبد الأمين إلى التمسك بالحق عمليًا، وتوصيله كما هو للآخرين، كما قال الرسول بولس - وهو عبدٌ أمينٌ للرب- لابنه الصريح في الإيمان تيموثاوس: «تمسَّك بصُورة الكلام الصحيح الذي سمعته مِنِّي... وما سمعته مِنِّي بشهُودٍ كثيرين، أودِعهُ أُنَاسًا أُمنَاءَ، يكونون أَكفَاءً أن يُعلِّمُوا آخرين أيضًا» (2تي1: 13؛ 2: 2). يقول الرسول بطرس «ليكن كل واحدٍ بحسب ما أخذ موهبةً، يخدمُ بها بعضُكم بعضًا، كوُكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة. إن كان أحد يتكلَّم فكأقوال الله. وإن كان يخدمُ أحدٌ فكأنهُ مِنْ قوَّةٍ يمنحها الله، لكي يتمجَّد الله في كل شيءٍ بيسوع المسيح» (1بط4: 11،10). هنا نرى المصدر الذي يأخذ منه العبد الطعام؛ يضع الله الطعام بين يديه، ويُعطيه القوة على الخدمة، وعلى العبد الأمين أن يعرف نوع الخدمة التي أعطاها له الرب. العبد الذي أخذ موهبة من الرب، يتسلم مهمة خاصة من الرب، يقوم بها بصفته عضوًا في جسد المسيح، إنه وكيل على هذه الموهبة فلا يجوز استخدامها من أجل الربح أو الشهرة، بل لمجد الله ولفائدة قطيع الرب الغالي. العبد الرديء هو الذي أقام نفسه أو أقامه الناس، لأن السيد لا يُقيم عبدًا رديئًا، إنه واحد من المنتسبين للمسيح، ربما يكون عنده استنارة ذهنية لكن قلبه لم يتغيَّر. إنه لم يُنكر حقيقة مجيء الرب، لكنه قال في قلبه «سيدي يُبطئ قدومه»، من ثم أخذ يترأس على الذين هم من داخل البيت، ويعاملهم بقسوة، لقد أظهر عدم الأمانة في تصرفه إذ استولت عليه الروح العالمية. العبد الأمين الحكيم هو الذي يعتني بشعب الله، وبمحبته وتكريسه للرب يتفانى في خدمة مصالح أهل بيته. انتظاره لمجيء سيده يُعطيه حافزًا ودافعًا لخدمته. إنه يغتنم كل فرصة ليظهر فيها اهتمامه بقطيع الرب، وحسب وعد الرب يُقيمه الرب على جميع أمواله، حيث في المستقبل يعطيه امتيازات أكبر في الملكوت، عندما يتبوأ الرب يسوع مكان السيادة كالملك الوحيد . العبد الأمين هو الذي له في الحياة غرض واحد، وشعاره: «أفعل شيئًا واحدًا» (في3: 13). وهو الذي يضع نفسه تحت تصرف الله، ويخضع لسلطانه، ويطرح إرادته الذاتية جانبًا. هو مستعد أن يذهب حيث يريده الله أن يذهب. وهو المجاهد في الصلاة، والذي يعرف أن يكون تلميذًا للكلمة، من ثم يقدم رسالة روحية حيَّة نافعة لقطيع الرب في كل مكان. ونختم مقالنا بكلمة عن العبد الحقيقي المثالي، فإن العبد الأمين الحكيم بكل معنى الكلمة هو الرب يسوع المسيح، الذي أفاضت نبوات العهد القديم بالكلام عن شخصه، ذاك المكتوب عنه: «هوذا عبدي الذي أعضدُهُ، مختَاري الذي سُرَّت بِهِ نَفسي... هوذا عبدي يعقِلُ، يتعالى ويرتَقي ويتسامَى جدًا» (إش42: 1؛ 52: 13). وذاك المجيد الذي ”أخلى نفسه آخذًا صورة عبد“. خدمنا على الصليب إذ قدَّم نفسه لأجلنا (في2: 8)، وفي رحلة الطريق يخدمنا إذ يتولى إدارة شئون حياتنا، يسدد أعوازنا، ويقدِّم لنا الطعام في حينه، وفي المستقبل ”يتمنطَقُ ويُتكئُنا ويتقدَّمُ ويخدُمُنا“ (لو12: 37). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مثل العبد الأمين (ع 45-51) |
مكافأة العبد الأمين |
العبد الرديء في هذا المَثَل هو بعكس العبد الأمين |
نظرية "العبد الأمين الحكيم" |
العبد الأمين الحكيم واقع أم خيال؟ |