رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إكليل الحياة (يع1: 12؛ رؤ2: 10) هذا الإكليل يعطيه ربنا المعبود نفسه لفريقين من المؤمنين: الفريق الأول: هم من قال عنهم يعقوب الرسول: «طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ، الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». ويقصد يعقوب بالتجربة هنا، ذلك النوع من التجارب الذي مصدره الله، وغرضه خير القديسين وبركتهم. لكن يجب أن تلاحظ عزيزي القارئ أن إكليل الحياة لا يُعطَى لكل المؤمنين المجرَّبين، لكن يُعطَى فقط لمن يحتمل التجربة منهم. ولاحظ قوله «إذا تزكَّى»، فكما يتزكَّى الذهب بدخوله في النار، فتبرهن النار على أنه ذهب نقي، فإن نيران التجارب تُظهر حقيقة نوعية المؤمن، فالمؤمن المتذمر الشاكي لن ينال شيئًا، ولكن المؤمن الصابر الشاكر، الصامد أثناء التجربة، والواثق أنها لخيره، فله إكليل الحياة. إن كنا بصدد إكليل البر قرأنا عن «الذين يحبون ظهوره»، فهنا نقرأ عن «الذين يحبونه»، والبرهان على المحبة للمسيح هو موقفك منه أثناء ضغط التجربة، وحين تقسو الظروف. فهل تفصلك التجربة عنه، أم تزيدك قربًا منه؟ الفريق الثاني: هم من قال لهم سيدنا المجيد: «كُنْ أَمِيناً إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ». ليس المقصود بهذا القول التمسك بالأمانة حتى نهاية الحياة، بل أن أظل أمينًا مهما كلفتني عيشة الأمانة، حتى ولو وصلت الكُلفة إلى حد الموت لأجل المسيح. أفراد هذا الفريق هم الذين لم يحبوا حياتهم حتى الموت (رؤ12: 11). قيل عن بعض منهم: «عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ... مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ» (عب11: 35، 36). إذًا إكليل الحياة هو أبلغ تعويض سواء لمن عاش حياة شاقة محتملاً لظى نيران التجربة، أو لمن ضحى بحياته في سبيل أمانته. |
|