منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 18 - 10 - 2024, 12:25 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

العمل الزمني والتفرغ للخدمة




العمل الزمني والتفرغ للخدمة

لقد كان الرب - تبارك اسمه - على الأرض هو الخادم الحقيقي لله، وكان لسان حاله «أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت». وإنجيل مرقس يتكلم عن الرب في صفته كالخادم، ونرى أنه هو الذي يدعو خدامه، وهو الذي يرسلهم، وهو الذي يتكفل بهم أيضًا. وفي هذا الأمر نقتبس من إنجيل مرقس العبارة «ودعا الاثني عشر، وابتدأ يرسلهم اثنين اثنين، وأعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة، وأوصاهم أن لا يحملوا شيئًا للطريق غير عصا فقط؛ لا مزودًا ولا خبزًا ولا نحاسًا في المَنطَقة» (مر6: 7-8).

عزيزي القارئ، إن الحديث عن إعالة الخادم موضوع شائك، ونخشى أن ننزلق فيه هنا وهناك وراء أفكار البشر؛ لكن أماننا الوحيد هو الرجوع للمكتوب والتمسك به، مهما كان ضدَّ رغباتنا، أو ضد أي نظام بشري استحسنه الإنسان. وهنا علينا أن نناقش أمرين: أولاً؛ متى يترك الخادم عمله الزمني؟ ثانيًا؛ كيف تتم إعالته؟

أولاً: متى يترك الخادم عمله الزمني؟

هنا لا بد أن نُدرك أن الخادم، وهو في عمله، تظهر فيه الموهبة التي أعطاه إياها الرب. ولم نرَ في الكتاب شخصًا كان فاشلاً في عمله ودعاه الرب ليسلك طريق الخدمة الشائك. وقد يدعو الرب الخادم أن يخدمه حسب الوقت المُتاح له، أو يستقطع جزءًا من الوقت. وإذا اتسعت دائرة الخدمة، يدعوه الرب أن يخدمه كل الوقت؛ طبقًا لما يراه الرب، وليس حسب استحسان الشخص. ولكن لا بد أن نؤكِّد على أن الخادم هو خادم بالموهبة المعطاة له، وليس بتركه للعمل وتفرغه بالكامل لخدمة الرب. وهناك خدّام أفاضل كثيرون ظلّوا في أعمالهم الزمنية، واستخدمهم الرب لبنيان القديسين. أما أن يكون الشخص بلا موهبة ويندفع، ويدّعي أن الرب قد دعاه، وهو بلا موهبة، لمجرد أنه تعثَّر في عمله، فهذه هي الطامة الكبرى. وننبِّر على أن الأصل في الموضوع أن يظلّ الشخص في عمله وهو يخدم الرب، إلى أن يتيقن من مشيئته. أ لم يكوِّن الرب كنيسة كورنثوس مستخدِمًا بولس الرسول، حيث ظل يخدم لمدة سنة وستة أشهر، وكان بولس يعمل خيامًا هناك بعض الوقت؟ بل ظل بولس يخدم بينهم، ولم يقبل خدمة منهم، على الرغم من غناهم المادي، في حين كانت حالتهم الروحية هابطة، وفي الوقت ذاته كان يقبل خدمة من أهل مكدونيه الفقراء، حيث نقرأ المكتوب: «أم أخطأت خطية إذ أذللت نفسي كي ترتفعوا أنتم لأني بشَّرتكم مجانًا بإنجيل الله؟ سلبت كنائس أخرى آخذًا أجرة لأجل خدمتكم، وإذ كنت حاضرًا واحتجت؛ لم أُثقل علي أحد. لأن احتياجي سدَّه الإخوة الذين أتوا من مكدونية. وفي كل شيء حفظت نفسي غير ثقيل عليكم، وسأحفظها» (2كو11: 7-9).

كما يجب أن ننبِّر أن تفرّغ الخادم كل الوقت لعمل الرب ينبغي أن يكون نتيجة معاملات خاصة بينه وبين الرب، والرب وحده هو الذي يتحكم في هذا الأمر. وعلى الخادم أن يسير ببطء، ويبتعد عن القرارت المتسرعة، حتى لا يتم فيه القول «لم أرسل الأنبياء بل هم جروا» (أر23: 21). وعلي الشخص أن يتيقن من مشيئة الرب ليستند إلى الرب في مواجهة الصعوبات، والتي ولا بد وأن تأتي في طريق الخدمة. وغالبًا الشخص الذي يدعوه الرب للعمل يشعر بجسامة المسؤولية، ويتمنى لو تنحى عنها. انظر ماذا قال موسى للرب (خر4: 10-16)، وماذا قال إرميا للرب حين دعاه (إر1: 4-10). تسرع واحد وقال للرب: «يا سيد أتبعك أينما تمضي. فقال له يسوع: للثعالب أوجرة، وطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان ليس له أين يسند رأسه» (لو9: 57، 58).

ثانيًا: كيف تتم إعالة الخادم؟

لقد أرسل الرب تلاميذه للخدمة، وعندما رجعوا سألهم: «حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية، هل أعوزكم شيء؟ فقالوا: لا» (لو22: 35).

فالخادم الذي يدعوه الرب ليترك عمله، يكون الرب مسؤولاً عن إعالته مسؤولية كاملة. أما إن كان الخادم يتبع إرساليه معيّنه دَعَته للعمل بها، أو جماعه معينه دَعَته، فمن حقِّه أن يطالبهم بمعاشه، بل وبزيادة معاشه بين الحين والآخر. والرب يعرف كيف يعول خادمه، بالطرق التي يراها، وذلك لتدريب إيمانه. أ لم يأخذ الرب إيليا عند نهر كريت، وهناك أمر الغربان أن تعوله، ثم أمره أن يذهب إلى أرملة صرفة صيدا، وأخذ الرب يطعمه هو والأرملة وابنها من كوار الدقيق وكوز الزيت (1مل17).

ولا يجب أن يضع الخادم عينه على الوسائل التي يستخدمها الرب، بل على الرب نفسه. فقد يجف النهر، ولا تأتي الغربان، لكن يبقى الرب وحده صاحب كل الينابيع. كما لا يجب أن يضع عينه على الأشخاص، فهم لا يدومون في عطائهم، وإلا سيضطر إلى تملقهم ليحصل على معاش سهل. قال بولس للتسالونيكيين: «لم نكن قَطّ في كلام تملق، كما تعلمون، ولا في علة طمع. الله شاهد» (1تس2: 5). وعلي الخادم أن يكون متعفِّفًا. قال بولس في هذا الأمر: «خير لي أن أموت من أن يعطِّل أحد فخري» (1كو9: 15). وعلي الخادم أن يخدم قطيع الرب، من واقع محبته للرب، وهو لا يسعى لأي ربح، كما كتب بطرس: «ارعوا رعية الله التي بينكم نظارًا، لا عن اضطرار، بل بالاختيار؛ ولا لربح قبيح، بل بنشاط» (1بط5: 2). وعلي الخادم أن تكون سيرته خاليه من محبة المال.

ولا يوجد في الكتاب نظام معين لإعالة الخادم. فلا يوجد راتب أو عطاء محدَّد له، سواء كان شهريًا أو سنويًا، أيا كان هذا النظام. لأن العطاء المنظَّم يحوِّل الشخص من خادم للرب، مستند علي الرب استنادًا كاملاً، إلي موظف يقوم بالخدمة كواجب يؤدّيه مقابل الراتب الذي يأخذه.

كتب بولس «من تجنَّد قط بنفقة نفسه... ومن يرعى رعيه ومن لبن الرعية لا يأكل... لا تكُمّ ثورًا دارسًا... أ لعل الله تهمّه الثيران؟ أم يقول مطلقًا من أجلنا... إن كنا قد زرعنا لكم الروحيات؛ أ فعظيم إن حصدنا منكم الجسديات؟... ألستم تعلمون أن الذين يعملون في الأشياء المقدسة من الهيكل يأكلون؟ الذين يلازمون المذبح يشاركون المذبح. هكذا أيضًا أمر الرب: أن الذين ينادون بالإنجيل، من الإنجيل يعيشون» (1كو9: 7-14). ولم يكتب بولس ذلك لكي يأخذ خدمه من المؤمنين في كورنثوس، بل على العكس. ويقول أيضًا «لأنه ما هو الذي نقصتم عن سائر الكنائس، إلا إني لم أثقل عليكم؟ سامحوني بهذا الظلم!» (2كو12: 13). يا لتعفف هذا الخادم وإدراكه لأمور الله، علي الرغم من أنه لم يأخذ منهم خدمة، توبيخًا لهم على حالتهم الروحية.

والمبدأ الكتابي هو أن تقوم الجماعة بمسؤوليتها تجاه أصحاب المواهب الذين يخدمون بينها. فعليهم أن يميّزوهم ويقبلوهم، وبالتالي عليهم أن يهتموا بهم من جهة سداد أعوازهم «ولكن ليشارك الذي يتعلم الكلمة المعلّم في جميع الخيرات». ولكن على الخادم أن لا يضع عينه على القطيع في هذا الأمر؛ فهو يخدمهم من واقع محبته للمسيح، ولأن القطيع قطيع المسيح. فإن اهتم به المؤمنون، فقد كسبوا بسبب طاعتهم للمكتوب وإلا فإنهم الخاسرون «لا تضلوا! الله لا يُشمَخ عليه؛ فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا» (غل6: 7). كما كتب يوحنا إلى غايس «أيها الحبيب أنت تفعل بالأمانه كل ما تصنعه إلى الإخوة وإلى الغرباء الذين شهدوا بمحبتك أمام الكنيسة، الذين تفعل حسنا إذا شيَّعتهم كما يحق لله، لأنهم من أجل اسمه خرجوا وهم لا يأخذون شيئًا من الأمم. فنحن ينبغي لنا أن نقبل أمثال هؤلاء لكي نكون عاملين معهم بالحق» (3يو 5-7). وإن لم يهتم القطيع بأعواز الخادم، فقد كسب الخادم في هذا الأمر؛ لأنه عندئذ سيستند إلى الرب أكثر، وتُمتحن محبته للرب وللقطيع. وعلي الخادم أن يكون في شركه مع الرب، لكي يميز: هل يقبل هذه الخدمة كعطية من الرب، أم يرفضها بسبب شيء ما؟ مرة أخرى، فإن الشركة مع الرب تجعلنا نعرف كيف نتصرف حسنًا.

وهناك قول شائع إن ”فلان يخدم علي نفقة نفسه“، مع أنه لا يوجد هذا التعبير في الكتاب، بل الكتاب يقول «مَن تجنَّد قَطّ بنفقة نفسه؟» (1كو9: 7). فالرب متكفل بالخادم سواء كان فقيرًا أم غنيًا. وقبول الخادم للعطية من إخوته يحفظه في حالة الاتضاع.

والخدمة المادية تبقى وتظل، ليست أجرة، بل هي تعبير محبة لخدمة صاحب الموهبة التي بينهم. ولا يهم مطلقًا الكَمّ، بل الكيفيه في هذا الأمر. وعلى الخادم أيضًا أن يكون له التدريب الروحي في كيف يهتم بأعواز الآخرين.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أهمية العمل الفردي | إعداد المؤمن للخدمة
بطرس واندراوس وامتحان العمل الزمني
العمل الزمني
بطرس واندراوس وامتحان العمل الزمني
العمل وضيق الوقت للخدمة


الساعة الآن 03:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024