منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم اليوم, 12:10 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,263,411

جمالية الأضداد في شخصية المسيح


جمالية الأضداد في شخصية المسيح

تنفرد المسيحية بأضداد، وتتمحور الأضداد في الله، والإنسان، والطبيعة، فيُحرِّك الإله الكون، مُستخدِمًا عناصره المختلفة.. المتنوعة.. المتعددة.
أ يُعقَل أن يتحول المستحيل واقعًا؟!!
أ يصدُقُ أن يصير السرمدي محدودًا؟!!
أ يُقبَل أن يغدو اللا نهائي محدَّد الزمان والمكان؟!!
من تفاعُل هذه الأضداد تنبثق صيرورتان: واحدة سماوية تحتية؛ إله قدوس يستأنس. وثانية أرضية، تتركز في الإنسان كائنًا مدرحيًا مخلوقًا بأنمل الله، ليكون للطهر مثالاً، وللاستقامة منهجًا.
لكنَّ الخطيئة أفسدت نزوع الروح، وشلَّت نشاطها؛ فتحكَّم الجسد بنزعاتِ شرِّه. إنما بخضوع هذه الصيرورة للسماوية، تتحول سماوية.. مطهَّرَة.. مُبرَّرة.. نقية.
وتبدت الأضداد في نظام الكون والطبيعة. ففي سفر التكوين، سفر البدايات والمصادر والأصول، والخلق البديع؛ حيث أحسن الله نظامًا، وأتقن ترتيبًا؛ فاتّسقت الأشياء، وانسجمت جمالاً، وحفلت إبداعًا،
وأتلف المُختلِف،
والتأم المتنافر،
وتقارب المتباعد،
واتحَد المنفصل.
انبلج النور من غياهب الظلمة يسطع.
وتفجَّر النهار من أحشاء الليل يلمع.
وانتظم الفضاء من ثبات الشمس يبرع.
دوران الكواكب، وحركات النجوم، وتحرُّك مجرَّات. واكتملت دورة الخليقة بعد الطوفان، تنقسم فصولاً؛ فقسا الشتاء ألم رقادٍ وانتظار، وأطلَّ الربيع يقظةَ حياةٍ، وقيامةً طبيعية، ونثْرَ جمال.
وتستند الأضداد في المسيحية إلى الإيمان لا العيان، إيمان تُعمِقّه شمولية محبة، ويرسِّخه وطيد رجاء، ويُفعِّله جوهر روح، لا فناء مادة. فهو غير منظور.. يحقق ما فوق العقل.. يستحضر المستحيل.
تتركز جمالية الأضداد في شخص واحد وحيد، هو الرب يسوع المسيح، وتنتسج إثنينييات.
دخل المسيح التاريخ، فجدَّده وبدَّله، وصحَّح مساره. وكانت ولادته فاصل فيصل، بين ”الما قبل“ و”الما بعد“. فبينما كانت حركة التاريخ انحدارًا خطئًا، استقامت زمانًا، صاعدًا، صحيحًا.
تزخر شخصية المسيح بأضداد جمَّة. لأنه هو الله والإنسان معًا. لكن في هذه العُجالة نبحث إثنينية واحدة في هذه الأضداد:-
فقر المسيح وغناه:
إن التجسُّد تعبير أمثل عن مشيئة الآب الفائقة لخلاص الانسان الساقط، وبذل الابن ذاته لتنفيذ هذه المشيئة، ورغبة الروح القدس. فالآب أحب.. والابن تطوَّع.. والروح القدس هندَّس العمل.
أنعم الله على أناس يعيشون التقوى حياة، ومسكنة الروح سلوكًا، والبساطة فكرًا، والفقر حالة. عذراء تقية نقية، وهبها الله أن تحمل القدوس المتجسد، بحلول الروح القدس عليها، مظلَّلَةً بقوة الله.
أين ولد المسيح؟
هل في أعظم عاصمة آنذاك؟
هل في قصر منيف، رائع، فخم؟
تغمره الجواهر، وتزيّنه اللآلئ؟ ويبهجه الأرجوان والديباج والدمقس؟ محاطا بالعظماء، والأغنياء، والعلماء، والفهماء؟
ولد الإله المتجسِّد في قرية، نسيها التاريخ، واحتقرها البشر، وغارت في قاعة ذاكرة الزمن.
كيف عاش المسيح؟
لا مسكن يأويه (لو7:2، يو8:1).
لا سرير يُعلِّيه.
لا غطاء يقيه.
لا مال يغذِّيه (لو3:8، مت27:17).
لا وسادة تحميه (مت22:8).
لم يزره الكبار والعظام، بل رعاة يلتفعون البداوة، ويسامرون البرية. يفترشون الغبراء ويلتحفون السماء. يقاسون من العيش شظفه، ومن الحياة قسوتها.
من هو هذا المسيح الفقير؟
إنه الله بالذات، منبع الكمال والجلال والجمال. الذي لا يَحدُّ غناه أيُّ قصي. يبسط راحته، فيمنح العالم شبعًا وتمتعًا (أف8:3). وهو المالك خزائن وخيرات الأرض. منه ينحدر السخاء والرواء، فيُشبِع ويُروي الجياع والفقراء؛ ويسند االبائسين، ويُبلّسم قلوب الملهوفين (2كو9:8).
هو خالق كل شيء، سبب وجود كل الكائنات؛ بأمره تنطلق ساعية إلى غاياتها.
به يزدهر العدل والقسطاس، ويملك الشرفاء، ويسود الأتقياء. يدور التاريخ في فلكه، ويتحرك الزمن في مركزه؛ وعند قدميه تنطرح كل أماني الإنسانية وآمالها (أم8: 15،16،18؛ لو1: 52،53؛ رو11: 36؛ كو1: 16؛ يو1: 10).
هل تعرّفت بالمسيح، الإله المتأنسن؟
مخلِّصًا.. محرِّرًا.. راعيًا.. ملكًا..؟
الذى حطم القيود، ورفع السدود، وأزال الحدود، ليكمِّل الخلاص؟
فتكسرت المقاييس.. وخشع العقل.. وتهيب المنطق.. وأُبكِمَ العلم والفهم.. ووقف الإنسان متسائلاً..
أنظره على الصليب - صليب اللعنة والعار:
مجروحًا.. مضروبًا.. مذلولاً..
محتَقرًا.. مذلولاً.. متروكًا..
متألِّمًا.. مُحشرِّجًا.. مُدانًا..
آنًا.. صارخًا.. مائتًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأضداد تتوافق
تعلم اللغة الفرنسية : أفضل وأجمل طريقة لشرح الأضداد داخل الجمل الفرنسية مع الترجمة للعربية5
وصف شخصية المسيح
ظارة «جوجل» وساعة «أبل».. «محطة زواج» بين الأضداد
شخصية المسيح


الساعة الآن 02:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024