رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الحكمة بنت بيتها" [1]. البيت الذي بناه حكمة الله هو ناسوت السيد المسيح. لقد هيّأت خطة اللَّه الأزلية التجسد لكي يتحقق الخلاص. * ليتنا ننظر إلى المسيح من الجانبين: الكلمة الإلهي الذي صار واحدًا في مريم مع الذي أخذه من مريم. فإنه في رحمها شكَّل الكلمة لنفسه بيته، كما أنه في البداية شكَّل آدم من الأرض.. أو بالأحرى كما قال سليمان الحكيم صراحة، إذ يعرف أن الكلمة قد دُعي الحكمة: "الحكمة بنت بيتها"، وقد فسّرها الرسول قائلًا: "ونحن بيته"، وفي موضع آخر يدعونا هيكلًا. إن كان يليق باللَّه أن يسكن في هيكل على صورة (معينة) مصنوع من حجارة، فقد أمر بواسطة سليمان الشعب القديم أن يبنيه، بينما عند ظهور الحق توقفت الصورة (إذ ظهر الحق نفسه). البابا أثناسيوس الرسولي * لكننا نقول إنه في الجزء الأول من الكتاب حيث يقول "الحكمة بنت بيتها" يُشير بطريقة غامضة خلال هذه الكلمات إلى إعداد جسد الرب، فإن الحكمة الفائقة لم تسكن في مسكن لآخر، بل بنت لنفسها مسكنًا من جسد العذراء... هكذا يمكننا أن نرى في هذه العبارة سليمان يتحرك بروح النبوة ويسلم لنا فيها كمال سرّ التجسد. القديس غريغوريوس أسقف نيصص القديس أغسطينوس * شهادة القديس غريغوريوس أسقف نيصص في كتابه ضد أونوميوس:"كان الكلمة قبل كل العصور، أما الجسد فصُنع في ملء الزمان، ولا يستطيع أحد أن يقول العكس أن الجسد كان قبل الدهور أو الكلمة صُنع في ملء الزمان. ثيؤدورت * المسيح، يقصد حكمة اللَّه وقوته، بنى بيتًا له، أي طبيعته في الجسد التي أخذها من العذراء، حيث يقول (يوحنا): "الكلمة صار جسدًا، وحلّ بيننا". وذلك كما يشهد النبي الحكيم: الحكمة الذي كان قبل العالم، مصدر الحياة، غير المحدود، "حكمة اللَّه بنت بيتها" بواسطة أُمٍ لا تعرف رجلًا، أي أخذ هيكل الجسد. القديس هيبوليتس يعلن الكتاب المقدس أن الثالوث القدوس اشترك في إتمام عمل التجسد الإلهي أو في إقامة بيت الوليمة، حيث دبَّر خطة الخلاص، وبني الحكمة الإلهي له بيتًا، وتحقق التجسد الإلهي بعمل الروح القدس في أحشاء القديسة البتول مريم، فنالت كرامة فريدة. والعجيب أن حكمة الله أيضًا يبني بروحه القدوس له فينا بيتًا له، مسكنًا للثالوث القدوس، إذ يقول: "يحبه أبي وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا" (يو23:14).* كما نقرأ أن الآب صنع سرّ تجسد الرب، والروح أيضًا، هكذا نقرأ أن المسيح نفسه صنع جسده. بالنسبة للآب كُتب: "الرب خلقني" (أم22:8)، وفي موضع آخر: "أرسل اللَّه ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس". والروح خلق كل السرّ، كما نقرأ: "ووُجدت مريم حُبلى بطفل من الروح القدس". القديس أمبروسيوس يقيم من إنساننا الداخلي بيت وليمة عجيب، تدعوه النفس "جنته" إذ تناجي حكمة الله، قائلة: "ليأتِ حبيبي إلى جنته ويأكل ثمره النفيس" (نش16:4). |
|