رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حمل الحكمة الإلهي جسدًا مخلوقًا يقول البابا أثناسيوس الرسولي في رده على الأريوسيين أن الكلمة الإلهي، الواحد مع الآب في الجوهر والخالق، قبِل جسدًا مخلوقًا. هذا هو تدبير خلاصنا الذي وضعه الحكمة قبل الخلقة. لهذا لا نعجب إن قيل عن السيد المسيح أنه "العبد، والحمل، والإنسان إلخ". * يقول (الأريوسيون): مكتوب: "الرب خلقني أول طرقه من قِبَلْ (أجل) أعماله" [22].يا لكم من جهال وبلا إدراك! لقد دُعي في الكتاب المقدس: عبدًا (مز16:116)، وابن الأَمَة، وحملًا، ونعجةً (إش7:53)، وقيل أنه تعب، وعطش، وشَرِبَ وتألم. لكن يوجد أساس واضح وقوي لماذا قُدم هكذا في الكتاب المقدس؛ هذا لأنه صار إنسانًا وابن الإنسان، وأخذ شكل العبد، أيضًا الجسد البشري، لأن "الكلمة صار جسدًا" (يو14:1). إذ صار إنسانًا لا يتعثر أحد من هذه التعبيرات، فإنه يليق بالإنسان أن يُخلق ويُولد ويتشكل ويتعب ويتألم ويموت ويقوم من بين الأموات. بكونه كلمة الآب وحكمته له جميع خصائص الآب: أزليته، عدم تغيره، وأنه مثله في كل الأمور، لا يسبقه ولا بعده، شريك الآب في الوجود، واحد معه في اللاهوت، وهو الخالق غير المخلوق... وإذ صار إنسانًا، وحمل جسدًا بالضرورة يُقال عنه أنه مخلوق، الأمر اللائق بكل جسد. على أيّ الأحوال هؤلاء يُشبهون تجار خمر يهود الذين يمزجون الخمر بالماء، إذ يهينون الكلمة، ويُخضعون لاهوته لمفاهيمهم الخاصة بالمخلوقات. البابا أثناسيوس الرسولي * بخصوص شخصه فهو بحق شخص المخلص. لكن قيل عنه عندما أخذ جسدًا: "الرب خلقني أول طرقه من قِبَلْ أعماله". فإنه يليق بابن الله أن يكون أزليًا، في حضن الآب؛ وإذ صار إنسانًا صار يليق به الكلمات "الرب خلقني".لقد قيل عنه أنه أيضًا جاع وعطش وسأل عن موضع لعازر وتألم وقام. وعندما نسمع عنه أنه الرب والله والنور الحقيقي نفهم أنه كائن من الآب. وعندما نسمع "الرب خلقني"، و"العبد" و"تألم"، بعدل نقول هذا لا عن اللاهوت إذ لا يُقارن بمادة، إنما نفسر ذلك بخصوص الجسد الذي أخذه لأجلنا، فإن هذه الأمور لائقة به، وهذا الجسد ليس إلا جسد الكلمة. * يليق بنا أن نقول بأن الابن هو الابن الحقيقي للآب الحقيقي، فنعبد (الله) الآب والابن، ولا نُدان كمن يعبد إلهًا غريبًا. أما الذين يقتبسون من الأمثال العبارة "الرب خلقني"، ظانين أنهم بهذا جاءوا ببرهان قوي أن الخالق، صانع كل الأشياء، قد خُلق، فنجيبهم بأن الله الابن الوحيد قد صار لأجلنا أمورًا كثيرة. فقد كان الكلمة وصار جسدًا، وهو الله وقد صار إنسانًا؛ وكان بدون جسم وصار جسمًا. بجانب هذا صار (من أجلنا) "خطية"، "لعنة"، "حجرًا"، "فأسًا"، "خبزًا"، "حملًا"، "الطريق"، "الباب"، "الصخرة"، وأمورًا أخرى كثيرة، ليس أنه صار بالطبيعة أحد هذه الأمور، إنما صار هكذا لأجلنا من أجل التدبير. لهذا بكونه الكلمة صار لأجلنا جسدًا، وبكونه الله صار إنسانًا. هكذا بكونه الخالق، لأجلنا صار مخلوقًا، لأن الجسد مخلوق. لذلك قال بالنبي: "هكذا يقول الرب، أوجدني من الرحم عبدًا له". كما قال أيضًا بواسطة سليمان: "الرب قناني أول طرقه من أجل أعماله". فإن كل الخليقة كما يقول الرسول قد اُستعبدت؛ لهذا فإن ذاك الذي تشكَّل في رحم البتول حسب كلمة النبي هو العبد، لا الرب (بمعنى أن الإنسان حسب الجسد الذي فيه أُعلن الله). وأيضًا في العبارة الأخرى ذاك الذي خُلق كبدء طرقه ليس الله، بل الإنسان الذي فيه أُعلن الله لنا لتجديد طرق خلاص الإنسان. هكذا إذ نعرف أمرين في المسيح ما هو إلهي وما هو بشري، لذلك ننسب السرمدية للاهوت، وما هو مخلوق للناسوت. فبحسب النبي، تشكَّل في الرحم كعبد، وبحسب سليمان أُعلن في الجسد بوسائل الخليقة المستعبدة. القديس غريغوريوس أسقف نيصص * بالحقيقة كان مُستعبدًا في الجسد وللميلاد ولظروف حياتنا وذلك من أجل تحريرنا؛ من أجل كل هؤلاء الذين يخلصهم الذين كانوا مستعبدين تحت الخطية. القديس غريغوريوس النزينزي |
|