ماذا يقول الكتاب المقدس عن الغفران؟
يخاطبنا الكتاب المقدس بحكمة وحنان كبيرين عن الأهمية الحيوية للمغفرة في حياتنا كأتباع للمسيح. في صميم إيماننا توجد الحقيقة المذهلة لمغفرة الله التي امتدت إلينا من خلال يسوع. وكما يذكّرنا القديس بولس: "بعد أن ألغى تهمة مديونيتنا القانونية التي كانت قائمة ضدنا وداننا بها؛ أخذها عنا وسمّرها على الصليب" (كولوسي 2: 14) (ماكبراين، 1994). يا لها من محبة عجيبة، أن يلغي الله ديوننا ويعطينا بداية جديدة!
وبعد أن نلنا هذه النعمة، نحن مدعوون لأن نمنح الغفران للآخرين. يعلمنا ربنا يسوع أن نصلّي قائلاً: "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن للمذنبين إلينا" (متى 6: 12) (بورك-سيفرز، 2015). هناك علاقة قوية بين غفران الله لنا وغفراننا للآخرين. عندما نضمر عدم الغفران، فإننا نغلق أنفسنا عن تلقي رحمة الله بالكامل. وكما يقول التعليم المسيحي بحكمة: "المحبة، مثل جسد المسيح، لا تتجزأ؛ لا يمكننا أن نحب الله الذي لا نراه إن لم نحب الأخ أو الأخت التي نراها" (بورك-سيفرز، 2015).
يعطينا الكتاب المقدس أمثلة جميلة عن الغفران - يوسف يغفر لإخوته، وداود يعفو عن حياة شاول، ويسوع يغفر للذين صلبوه. نرى أن المغفرة ليست سهلة، لكنها ممكنة بنعمة الله. إنه يتطلب التواضع والرحمة والثقة بعدالة الله. وكما يحثنا القديس بولس قائلاً: "كونوا لطفاء ورحيمين بعضكم ببعض، مسامحين بعضكم بعضًا، كما في المسيح غفر الله لكم" (أفسس 32:4).
دعونا نتذكر أن الغفران لا يعني النسيان أو التماس العذر للخطأ. بل يعني بالأحرى التخلي عن حقنا في الانتقام والثقة في أن الله سيحقق العدالة والشفاء بطريقته ووقته. إنها عملية قد تستغرق وقتًا، خاصة بالنسبة للأذى العميق. ولكن عندما نغفر، نجد الحرية من المرارة ونعكس قلب أبينا السماوي الرحيم.