إبراهيم يطلب عروساً لابنه
بل إلى أرضي وإلى عشيرتي تذهب وتأخذ زوجة لابني إسحاق (تك24: 4)
نفهم من هذا الأصحاح أن إبراهيم قصد زواج ابنه إسحاق، وهذا لم يتم إلا بعد تقديم إسحاق على المذبح، وحُسب كأنه مات وقام. وبعد رجوعه انفتح أمامه باب الزواج، وقصد إبراهيم أن يُحضر له زوجة تُشاركه غناه. وبعد أن استدعى إبراهيم عبده، كبير بيته، وعرّفه بالأمر، خرج العبد من البيت وذهب إلى آرام النهرين، وأخذ معه هدايا ثمينة. كان خروجه بالإيمان، وسيره بالإيمان. فقد ظهر الإيمان في إبراهيم وفي إسحاق وفي العبد، وكان الأمر كله مبنياً على الإيمان من أوله إلى آخره.
وصورة زواج إسحاق برفقة تمثل لنا تماماً تنازل ربنا يسوع المسيح واختياره عروساً من البشر. فقد قدَّمه الآب ذبيحة على الصليب. وبعد أن مات وقام، صعد إلى السماء وصار رأس جنس جديد. ولكن إن عملنا مقارنة بين رفقة زوجة إسحاق وبين عروس المسيح لوجدنا فرقاً عظيماً وشاسعاً. فرفقة كانت من أهل وعشيرة إبراهيم، أما ابن الله فلما أراد أن يأخذ عروساً له، فمن أين اختارها؟ آه يا إخوتي إن أصلنا معروف، وسقوطنا لا يمكن إنكاره. ولكن من الناحية الأخرى، مكتوب « ... نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة » (عب10: 10) وأيضاً « لأنه بقربان واحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين » (عب10: 14). وأيضاً « لأن المقدِس والمقدّسين جميعهم من واحد » (عب2: 10). فعند اقتران المسيح بالكنيسة كانت من جنسه: هو قدوس وهي مقدسة، وستظل هكذا إلى الأبد كما هو مكتوب: « أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها، لكي يقدسها، مُطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة، لكي يُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك، بل تكون مقدسة وبلا عيب » (أف5: 25-27). « يقول الشاهد بهذا نعم أنا آتي سريعاً. آمين تعال أيها الرب يسوع » (رؤ22: 20).
أفضالك لنا بَدَت
في ربنا الحبيب دعوتنا لمجدك
ونورك العجيب صِرنا عروساً لابنك
بالحق والصِدق نحن الذين تهنا في
مفارق الطرق
اسطفانوس شنودة