رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان دانيآل في علاقته مع الناس لم يكن رجلاً ذا وجهين إذ كان تصرفه اليومي في انسجام تام مع قناعاته وقيَّمه الروحية. لقد حاول أعداؤه مرارًا عديدة أن يجدوا فيه علَّة أو ذنبًا ما، فلم يجدوا (دانيآل٦: ٤)! فهو قد سلك أمام الناس تمامًا، كما سلك أمام الله! إن “دِرعَ البِرِّ“ هو قطعة من سلاح الله الكامل الذي وُصف لنا في أفسس ٦: ١٠-١٨. وما يعنيه “دِرعَ البِرِّ” هو السيرة المقدسة والضمير الحساس، الذي بلا عثرة من نحو الله والناس. وهذا يعني أن يكون المؤمن غير مذنب في خطية لم يعترف بها، كما تعني أيضًا أنه لا يتسبب في عثرة الآخرين. هذا الضمير يجب أن يُميِّز المؤمن سواء كان تاجرًا في تجارته، أو موظفًا في وظيفته، أو طالبًا في امتحاناته، فلا يجد العدو ثغرة في سلوكنا العملي ينفذ فيها ليشتكي علينا؛ لذا يجب على كل المؤمنين الحقيقيين الذين تبرروا مجانًا بالفداء الذي بيسوع المسيح أن يحيوا حياة البر العملي «قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ للهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرٍّ للهِ» (رومية٦: ١٣؛ ٣: ٢٤). إن دانيآل - فوق ثيابه الرسمية في بابل - كان لابسًا «دِرعَ البِرِّ»؛ «ثُمَّ إِنَّ الْوُزَرَاءَ وَالْمَرَازِبَةَ كَانُوا يَطْلُبُونَ عِلَّةً يَجِدُونَهَا عَلَى دَانِيآلَ مِنْ جِهَةِ الْمَمْلَكَةِ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَجِدُوا عِلَّةً وَلاَ ذَنْبًا، لأَنَّهُ كَانَ أَمِينًا وَلَمْ يُوجَدْ فِيهِ خَطَأٌ وَلاَ ذَنْبٌ» (دانيآل٦: ٤)، وهكذا خابت معه مكايد الشيطان وارتدَّت عنه سهام الوزراء والمرازبة. واسمعه يقول مقولته الرائعة، من داخل جب الأسود الذي دخله بضمير غير منزعج: «يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ، عِشْ إِلَى الأَبَدِ! إِلَهِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَسَدَّ أَفْوَاهَ الأُسُودِ فَلَمْ تَضُرَّنِي، لأَنِّي وُجِدْتُ بَرِيئًا قُدَّامَهُ، وَقُدَّامَكَ أَيْضًا أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَمْ أَفْعَلْ ذَنْبًا» (دانيآل٦: ٢١ ،٢٢). هل نستطيع أن نثبت ضد مكايد إبليس، وصوت الضمير يشتكي علينا ويلومنا، بسبب أمور لا يرضى عنها الرب، ونسكت عليها دون أن نحكم على أنفسنا؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نقي القلب ليس عنده تزييف ولا غش، سواء في علاقته مع الله أو مع الناس |
دانيآل (دانيآل١)، رحبعام (١ملوك١٢) |
دانيال 5: 13 حينئذ أدخل دانيآل إلى قدام الملك. فسأل الملك دانيآل |
وجهين لنفس المشكله |
ما بين وجهين |