|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظهور الصليب المقدّس: على حسب ما سطّره يوسابيوس القيصري أبو التاريخ الكنسي أن الملك قسطنطين الكبير كان يحارب في مدينة روما، وفي سنة 312 انطلق الإمبراطور مكسانس وسأل الله النصر. وعند ظلمة أول الليل، ظهر فوق النجم الأول صليب من نور وعبارة: "بهذه العلامة تنتصر" فاستولى الدهش على قسطنطين وجنوده، ولكنهم لم يفهموا معنى ذلك. وفي الليل، ظهر المسيح للإمبراطور في الحلم مع العلامة نفسها، وأمره بأن يجعلها شعاره العسكري، وأن يحملها في معاركه فينال منها الحماية. وفي 27 أكتوبر312، انتصر قسطنطين على عدوّه ودخل روما ظافرًا. وأمر بأن يوضع الصليب في كلّ مكان، وتحته عبارة تذكر الرومانيين بأنهم تحرروا من نير الطغيان بهذه العلامة. ولمّا عَمَّ السلام في المسكونة كلّها، ينقل لنا التقليد الكنسي أن الملك قسطنطين اتفق مع والدته الملكة هيلانة، أن تذهب إلى الأراضي المقدسة، وتبني هناك كنائس لعبادة يسوع المسيح. وقد وهب الأموال الوفيرة لهذا العمل. وعندما وصلت إلى القدس، هدمت الهياكل الوثنية. ثم أخذت تسأل عن مكان صليب يسوع المسيح، وأين هو؟ فأرشدها مكاريوس أسقف أورشليم يومذاك، بمساعدة شيخ يهودي اسمه يهوذا، إلى مكان الصليب، وكان مكانه مقلب مزبلة هائلة، ويشهد بذلك المؤرخ الكنسي سقراط(380-450) إذ يسطر: أنّ اليهود تعمدوا إخفاء معالم هذا المكان بعد أن كان يحج إليه مسيحيون كثيرون، فكانوا يلقون الأتربة والقاذورات حتى تكون فوقه ما يشبه الهضبة المرتفعة، وأقيم فوقها معبد للإله فينوس إمعانا في إخفاء مصدر إيمان وعزاء المسيحيين. وعلاوة على ذلك يسطر غريغوريوس أسقف لاطور(+594) أن الذي دلّ على مكان الصّليب هو يهوذا الذي سُميّ بعد المعمودية كرياكوس. وأيضًا يضيف المؤرخ الكنسي روفينوس(345-410): أن تمّ اكتشاف خشبة الصليب المقدس عن يد الملكة هيلانة في البطريرك مكاريوس الأورشليمي(313-334) فأمرت الملكة هيلانة برفع هذه المزبلة والأتربة، فوجدوا ثلاثة صلبان، ولوح الكتابة:« هذا ملك اليهود»وأدوات الصلب، فاحتار الرئيس والمرؤوس لا بل كل الحاضرين قائلين:« أيّ خشبة لمخلصنا الصالح في الثلاثة صلبان» وفيما هم محتارون قدموا أشخاص يحملون ميتًا فقال مكاريوس بطريرك أورشليم:« لنضع جثة هذا الميت على أيّ صليب والصليب الذي يُقيم الميت هو صليب الرب يسوع!»، وبهذه الطريقة عُرفت خشبة الصليب المجيد!، فكان ذلك اليوم عيدًا، ويشهد بذلك الأحداث المؤرخ الكنسي سوزمين في إرهاصات القرن الخامس. وما زالت الكنيسة القبطية تُعيِّد في كل سنة بعيد ظهور صليب مخلصنا يسوع المسيح في يوم 17 توت. وعلى حسب ما سطرته الراهبة إيجيريا الأسبانية في القرن الرابع أثناء زيارتها للأراضي المقدسة في زمن أسبوع البسخة المقدسة قالت الآتي:« أن في الساعة الثامنة صباحًا كل مؤمن يلمس خشبة الصليب المقدّسة، لأنها نافعة للخلاص، وكانت تُوضع خشبة الصليب واللافتة المنقوش عليها: " هذا هو ملك اليهود" في صندوق فضيًّا مطليًّا من الذهب، ويوضع على منضدة لكي كل الحاضرين يأخذون منه البركة المقدسة، وخلفه أسقف مدينة أورشليم، وهو ممسك بأطراف الخشبة المقدسة، ومن حوله الشمامسة حارسين حراسة مشددة على الخشبة المقدسة، وسبب ذلك أن أحد الأشخاص وهو يأخذ البركة من الخشبة قطع قطعة من الخشبة وسرقها، فكان طقس البركة من الخشبة المقدسة أن المؤمن يحنى برأسه ويلمس الخشبة المقدسة واللافتة أولاً بجبهته، ثم بعينيه، ثم يُقبّل خشبة الصليب، ثم يجدون بجواره شمّاسًا ممسك بخاتم سليمان والقرن الذي كان يُمسح به الملوك فيُقبِّلون الخاتم والقرن، فكان الدخول من باب والخروج من باب آخر». وبدأ الآباء الكنسيون يشيرون في عظاتهم عن اكتشاف خشبة الصليب وفي مقدمتهم القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو (339-397) الذي ألقى هذه العظة في سنة 395، ويعتبر أول من ربط بين البحث عن الصليب وبين الملكة هيلانة، والقديس يوحنّا ذهبي الفم(347-407)، وبولينوس الأسقف من نولا بفرنسا(353-431)، كما أخذت نصيب الأسد في عظات الصليب المقدس القديس كيرلس الأورشليمي (315-386) عن اكتشاف خشبة الصليب، بالإضافة إلى ما سطر من المؤرخين سقراط(380-450)، وتيودوريت(393-458) والذي ذكر أن هيلانة وجدت في القبر المقدس المسامير التي سمرت بها يدا المخلّص ورجلاه وأرسلتهما إلى قسطنطين الذي ثبت مسمارًا منها على الخوذة الملكية التي كان يلبسها وهو خارج لخوض المعارك الحربية. وألغى قسطنطين الإعدام بالصلب، ولن يُعِده ملك آخر بعده. وحاليًا خشبة الصليب في روما وذلك على حسب الخطابيين المحررين عام 599 من الطيب الذكر الحبر الروماني غريغوريوس الكبير(540-604)، الأول: إلى ريتشارد ملك أسبانيا، والثاني: للملكة ثيئودوليندا ملكة لمباردز. وقطعتان من خشب عود الصليب المقدس الذي صلب عليه يسوع المسيح، داخل ذخيرتين كبيرتين من الفضة، صنعهما آية في الإبداع في بطريركية الإسكندرية للأقباط الكاثوليك بكوبري القبة بالقاهرة أهداها الطيب الذكر الحبر الروماني بيوس السابع (1800-1823) في15يوليولسنة 1807 للمعلم غالي سرجيوس فلثاؤوس، ثم أخذهم الطيب الذكر البطريرك الكاردينال الأنبا إسطفانوس الأول اللعازري من عائلته الكريمة ووضعهما في مقر البطريركية المذكورة. |
|