رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يبدأ بالحديث عن "الحق"، هذا هو أساس البنيان الحقيقي. ما هو هذا الحق الذي نتكلم به مع أقربائنا ونقضي به إلاَّ تجلي "السيد المسيح" نفسه في حديثنا كما في تصرفاتنا، فقد أعلن عن نفسه أنه "الحق". هذا الحق لا يكرز به بالكلام فحسب وإنما يعلن بقوة خلال التصرفات العملية في حياة الرعاة كما الرعية. يرى القديس ديديموس الضريرأن الرب يبدأ حديثه بخصوص القادة الروحيين الذين يجب أن يعلنوا "الحق" لا بالمعرفة النظرية العقلية وحدها وإنما خلال الحياة الفاضلة والتصرفات العملية، فمن كلماته التي علق بها على هذه العبارة الإلهية: [يليق بنا أن نسمع كلام يسوع ونمارسه كما صرح هو بنفسه: "كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل" (مت 7: 24)]. [لتعلن أعمالنا التعاليم الروحية التي نقدمها، بهذا يكون الإنسان "عاملًا لا يخزي" (2 تي 2: 15). بهذا الفكر يكتب الرسول لتلميذه أن يحفظ النقاوة والوقار والإخلاص وكلامًا صحيحًا غير ملوم (تي 2: 7-8). ما هو الكلام الصحيح غير الملوم إلاَّ ممارسة ما نوصي به الغير، وأمانتنا الخالصة بما نعده للآخرين بالنسبة للإيمان؟!]. هكذا أكد الآباء الكنسيون ضرورة إعلان الحق بالحياة العملية وتجليه في السلوك اليومي، فمن كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم: [من يدبر الآخرين يلزمه أن يكون أكثر بهاءً من أي كوكب منير، تكون حياته بلا عيب، يتطلع الكل إليه فيرونه في حياته نموذجًا لهم]. |
|