منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 09 - 2024, 12:35 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,271

قياس أورشليم ومجدها




قياس أورشليم ومجدها:

1 فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا رَجُلٌ وَبِيَدِهِ حَبْلُ قِيَاسٍ. 2 فَقُلْتُ: «إِلَى أَيْنَ أَنْتَ ذَاهِبٌ؟» فَقَالَ لِي: «لأَقِيسَ أُورُشَلِيمَ، لأَرَى كَمْ عَرْضُهَا وَكَمْ طُولُهَا». 3 وَإِذَا بِالْمَلاَكِ الَّذِي كَلَّمَنِي قَدْ خَرَجَ، وَخَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ لِلِقَائِهِ. 4 فَقَالَ لَهُ: «اجْرِ وَكَلِّمْ هذَا الْغُلاَمِ قَائِلًا: كَالأَعْرَاءِ تُسْكَنُ أُورُشَلِيمُ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ فِيهَا. 5 وَأَنَا، يَقُولُ الرَّبُّ، أَكُونُ لَهَا سُورَ نَارٍ مِنْ حَوْلِهَا، وَأَكُونُ مَجْدًا فِي وَسَطِهَا.

يتقدم السيد المسيح نفسه كرجل بيده حبل قياس ليبني بيته فينا بروحه القدوس حتى يكون مطابقًا لبيته السماوي الذي رآه القديس يوحنا المعمدان، أورشليم السماوية (رؤ 11: 1، 2؛ 15: 21 إلخ).
يقول النبي "رفعت عيني ونظرت" مكررًا هذه العبارة في أكثر من موضع (زك 1: 18 ؛ 2: 1 ؛ 5: 1 ؛ 6: 1). فإذ يعلن هذا السفر الفكر الإنجيلي الخاص بخلاص العالم لم يكن ممكنًا لزكريا النبي أن يدركه ما لم يرفع الله عينيه الداخلتين بروح النبوة ليرى ويدرك فكر الله من نحو الإنسان. أقول إنها دعوة موجهة إلينا جميعًا أن نرفع أعيننا بالروح القدس حتى لا تقف مداركنا عند حدود الحرف إنما ندخل إلى أسرار الله المخفية ونتطلع إلى أعماله الخلاصية، الأمور التي لا يمكن اختبارها بعينين منطمستين في تراب هذا العالم.
رأى "وإذا برجل بيده حبل قياس" [1]. لعل هذا الرجل هو كلمة الله الذي من أجلنا قد صار إنسانًا. إنه ذاك الذي سبق فرآه راكبًا على فرس أحمر واقفًا بَيْنَ الآسِ الَّذِي فِي الظِّلِّ (زك 1: 8)، قد جاء ليخطط مباني كنيسته المقدسة.
يقول القديس ديديموس الضرير: [هو الرب المخلص الذي يشير إليه زكريا النبي بقوله: "هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ" [(زك 6: 12) الترجمة السبعينية]. إنه النور الحقيقي الذي يتحدث عنه يوحنا المعمدان: "هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي" (يو 1: 15). هو باني أورشليم، قد رسم الأساس ووضعه كمهندس معماري. إذ تهدمت أورشليم بواسطة الأعداء الذين حاصروها يقيس طولها وعرضها لكي يضع الأساسات التي تُقام عليها الأسوار في المواضع المناسبة بترتيب وتنسيق. ويكتب القديس بولس الرسول عن هذه المدينة التي كان ينتظرها كل الذين أرضوا الرب بإيمانهم "التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله" (عب 10: 11). كما يقول حزقيال النبي أيضًا: "وإذا برجل منظره كمنظر النحاس وبيده خيط كتان وقصبة القياس وهو واقف بالباب" (حز 40: 3)].
في سفر الرؤيا نرى الهيكل المقدس والمذبح يُقاسان شبه عصا، أما الدار الخارجية فتطرح خارجًا ولا تقاس (رؤ 11: 1، 2)، وكأن ربنا يسوع يود أن يطمئنا أن أولاد الله الحقيقيين الذين تقدسوا له محفوظون ومعروفون لديه أما الذين هم خارج الإيمان فهم خارج القياس لا يستحقون أن يكونوا موضوع معرفته... لهذا يوبخهم قائلًا: "لا أعرفكم من أين أنتم" (لو 13: 27).
أما قصبة القياس فذهبية (رؤ 21: 15) أي سماوية، لأن الأمور الروحية والسماوية لا تقاس إلاَّ بما هو روحي.
ما هو حبل القياس أو قصبة القياس الروحية التي يمسك بها مهندسنا المعماري لإقامة أورشليم المقدسة إلاَّ الصليب المقدس الذي يتكون من عارضتين: طولية وعرضية؟! بهذا الصليب يحدد أبعاد مدينته المقدسة فينا، قائلًا: "لأقيس أورشليم لأرى كم عرضها وكم طولها" [2]. على عارضة خشبه الصليب العرضية بسط السيد المسيح يديه ليضم بالواحدة اليهود وبالأخرى الأمم ليكون الكل معًا واحد فيه.
وكما يقول القديس إيريناؤس: [علق على الشجرة ذاك الذي يجمع الكل فيه].
والبابا أثناسيوس: [كان لائقًا بالرب أن يبسط يديه... حتى يضم بالواحدة الشعب القديم وبالأخرى الأمم ويوحدهما معًا فيه]. هذا هو عرض أورشليم الجديدة، إذ يليق بالمؤمن أن يحمل سمة مخلصه المصلوب فيبسط بالحب يديه ليضم في قلبه كل البشرية إخوة له. أما بالنسبة للخشبة الطولية فسمر عليها جسد الرب المرتفع فوق الأرض، محققًا وعده "وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع" (يو 12: 32)، عاملًا المصالحة بين الآب والإنسان في جسده المصلوب.
وكما يقول القديس هيبوليتس: [الصليب هو سلم يعقوب؛ هذه الشجرة ذات الأبعاد السماوية ارتفعت من الأرض حتى السماء، أقامت ذاتها غرسًا أبديًا بين السماء والأرض، لكي ترفع المسكونة]. هذا هو طول أورشليم الجديدة حيث يليق بنا أن نُسمر معه على الخشبه لنقبل انفتاح السماء على الأرض وارتفاع الأرض إلى السماء. وكأن أبعاد أورشليمنا الجديدة هي في عارضها اتساع قلبنا لكل إنسان، وطولها هو انفتاحه على السماء، بمعنى آخر هو ممارسة وصية الحب في المسيح يسوع ربنا، حب للبشرية كلها في الله السماوي.
يكمل زكريا النبي حديثه بالقول: "وإذا بالملاك الذي كلمني قد خرج، وخرج ملاك آخر للقائه. فقال له: إجرِ وكلم هذا الغلام قائلًا كالأعراء تسكن أورشليم من كثرة الناس والبهائم فيها. وأنا يقول الرب أكون لها سور نارٍ من حولها وأكون مجدًا في وسطها" [4-5].
يالها من رؤيا تبهج القلب إذ تكشف عن عمل الله معنا!
أولًا: إرساله الملائكة، فيخرج ملاك ووراءه ملاك، أما موضوع حديثهما فهو أورشليمنا، مسكن الله مع الناس. وفي سفر الرؤيا نرى الملائكة في تحرك مستمر معلنين شوقهم لليوم الأخير أو الحصاد (رؤ 14: 15-20)، مشتاقين أن يروا العروس وقد تكللت بالمجد مع عريسها.
لعل الملاك الأول يشير إلى السمائيين وقد انتظروا تحقيق النبوات ليفرحوا بخلاص الإنسان ورجوعه إلى شركته معهم في ليتورجياتهم وتسابيحهم الله، أما الملاك الثاني فيُشير إليهم وقد خرجوا في العهد الجديد يفرحون بتحقيق ما سبق لهم انتظاره.
ثانيًا: غالبًا ما يقصد بالغلام هنا [4] زكريا النبي أو المؤمن بصفة عامة. فإن كان السيد المسيح قد شارك البشرية فصار جنينًا فطفلًا وصبيًا وشابًا ورجلًا لكنه لم يصر شيخًا حسب الجسد حتى تبقى عروسه دومًا في شباب متجدد روحيًا بلا شيخوخة العجز والضعف، فيترنم كل عضو فيها قائلًا: "وإن كان إنساننا الخارجي يفنى فالدخل يتجدد يومًا فيومًا" (2 كو 4: 16)، "وأما منتظرو الرب فيجددون قوة، يرفعون أجنحة كالنسور، يركضون ولا يتبعون، يمشون ولا يعيون" (إش 40: 31)، "يتجدد مثل النسر شبابك" (مز 103: 5).
يقول القديس ديديموس الضرير: [الإنسان القديس في نظر ملائكة الله شاب، خاصة عندما يلبس الإنسان الجديد، فيمكن أن ينطبق عليه القول: "اَلْوَلَدُ أَيْضًا يُعْرَفُ بِأَفْعَالِهِ، هَلْ عَمَلُهُ نَقِيٌّ وَمُسْتَقِيمٌ؟!" (أم 20: 11)... ويقول يوحنا الرسول في رسالته عن الذين يسهمون في الفضيلة: "كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ"(1 يو 2: 14). فمن كان شابًا في الروح يتلق تعاليم الملاك الذي يخرج ليكشف له الإعلانات التي نراها في بقية النبوة".
ثالثًا: يكشف لنا عن أبعاد الكنيسة الجديدة، قائلًا: "كالأعراء تُسكن أورشليم من كثرة الناس والبهائم فيها". إنها تصير كالأعراء التي لا يحدها سور مادي بسبب إكتظاظها بالناس والبهائم، إذ هي مدينة الحب الذي بلا حدود. تحمل النفس في داخلها ملكوت الله المتسع بالحب للجميع بفرح داخلي مجيد. أما اكتظاظها بالناس والبهائم فتشير إلى تقديس النفس بطاقات غير محدودة وتقديس الجسد الذي كان حيوانيًا بإمكانيات جديدة بغير حدود. وكأن أورشليمنا الداخلية تتسع لكل إنسان، خلال تقديس النفس والجسد معًا بكل إمكانياتهما ومواهبهما.
رابعًا: إن كانت أورشليمنا الداخلية كالأعراء لا تحدها أسوار مادية، لكن لها سور فريد. "وأنا يقول الرب أكون لها سور نارٍ من حولها" [5]. هذا هو السور الناري أرسله لنا الابن الوحيد الجنس من عند الآب بعد صعوده، فحلّ على التلاميذ على شكل ألسنة نارية في يوم العنصرة ليحوط الكنيسة من كل جانب يحفظها من كل سهم شرير ويلهبها بحرارة الروح المستمر. لهذا يسبح المؤمن قائلًا: "بإلهي تسوّرت أسوارًا" (مز 18: 29)، "الرب حصن حياتي" (مز 27: 1)

وكما يقول القديس جيروم: [لقد حاصرني الأعداء فأنت إذن حصني.] لقد صوب الأعداء سهامهم النارية نحو قلبي، لكن النار الإلهية تحوط بيَّ كسور لتلتهم نار الشر وتبيدها كما التهمت عصا موسى التي صارت حيَّة حيات السحرة! هكذا عوض نار الشر القاتلة يلتهب بالنار الإلهية المقدسة.
الله سور نار حولنا يلهب قلبنا بنار الحب فلا نصير كمن قيل عنهم "تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 12).
إذن بهذا السور الإلهي لا يطمع العدو فينا قائلًا: "إني أصعد على أرض أعراء، آتي الهادئين الساكنين في أمن، كلهم ساكنون بغير سور وليس لهم عارضة ولا مصاريع، لسلب السلب ولغنم الغنيمة..." (حز 38: 11-12).
خامسًا: يقول الرب "وأكون مجدًا في وسطها" [5]. إن كان السيد المسيح هو اللؤلؤة الكثيرة الثمن التي نقتنيها فينا، فبنيرانه الإلهية المحيطة بنا لا يقدر أحد أن يتفرس في هذه اللؤلؤة المتلألئة داخلنا من أجل جمالها الفائق وإشعاعاتها التي لا يمكن التطلع إليها. يصير بهاؤه بهاءنا، ومجده لحسابنا، قائلًا لنا كما لعروسه: "وجملت جدًا جدًا فصلحت لمملكة، وخرج لكِ اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملًا ببهائي الذي جعلته عليكِ يقول السيد الرب" (حز 16: 13-14).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديسة وضالوشام وأخيها باخوم
الطبيعة تحث مريم ان تحب ولديها كل شيئ تحتاجه ان تحب الابن
الرب هو سور النفس ومجدها
قداس الروح القدس | قداس الملائكة | قداس الموتى
تكلا العذراء وأخيها جوستينا


الساعة الآن 11:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024