مستقبلك يتوقف على حاضرك

[walaa farouk]

في معرض لأحد النّحاتين، وقف تمثال غريب مغطّى الوجه،
وله جناحان عند قدميه. فسأل أحد زوّار المعرض.. ما اسم هذا التمثال؟
أجاب النّحات: "الفُرصة". سأله الزائر ولماذا وجهه مخبّأ؟ أجاب:
"لأنه يندر أن يعرفه الناس عندما يأتي إليهم. سأل الزائر: "
لماذا له جناحان على قدميه؟ أجاب: "لأنه سرعان ما يطير، وإذا طار لا يمكن الإمساك به".
هكذا هي الحياة.. إنها فُرصة للزرع، وما المستقبل إلا وقت للحصاد.
فالحياة هي فرصة يعطيها الله لكل إنسان لكي يزرع بذاراً جيدة من أجل حصاد جيد
. فلا يفعل كما فعلت إحدى الدول الفقيرة التي وصلت إليها كمية كبيرة من الحنطة
لزراعتها والاستفادة من محصولها إلا أنهم أكلوها،
مضحّين بالمستقبل من أجل لذّة حاضرة. لم يدركوا بأن المستقبل متوقف على الحاضر.
فكل فكرة أو كلمة أو عمل له نتيجة أبدية، وسوف يعود إلينا كعودة البذار في الحصاد.
والإنسان بطبيعته الفاسدة مضلل بخذاع الشيطان ألد عدو للإنسان،
الذي طالما طمس بصيرته وخدع ضميره بالباطل من أجل متع وقتية
، وكم من الناس عاشوا منغمسين بشهوات شريرة إلى أن هوت بهم ملذاتهم
إلى مستنقع العوز والويلات. فالشيطان يقدّم لفرائسه وعوداً براقة ليكتشفوا
بعد حين بأن السماء التي وُعدوا بها تحولّت إلى جحيم.
دائماً ما يحاول الشيطان أن يخدع الإنسان، والإنسان يحاول أن يخدع الله،
تماماً كآدم الذي انخدع من الشيطان وأكل من الشجرة المحرمة من أجل متعتة وقتية،
ثم حاول أن يخدع الله بالاختباء من وجهه بين أشجار الجنة.
لكن الله لا يُشمخ عليه، فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد،
وهكذا حصد آدم ألماً وتعباً خارج جنّة عدن التي طرده الله منها.
والرسول بطرس يحث على الصحو والصلاة، لأن الشيطان خصماً مقتدراً
، وعلينا أن نتحلّى بالفطنة والذكاء من جهة مكايده ولا نعيش باستخفاف
وبعدم جدية فنكون مستعدين لمواجهة كل محاولاته
وأساليبه الخادعة التي يسعى من خلالها لإغوائنا لنزرع بذوراً فاسدة حتى لا نحصد فساد