رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بنهدد يطلب ما لآخاب: 1 وَجَمَعَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ كُلَّ جَيْشِهِ، وَاثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ مَلِكًا مَعَهُ، وَخَيْلًا وَمَرْكَبَاتٍ وَصَعِدَ وَحَاصَرَ السَّامِرَةَ وَحَارَبَهَا. 2 وَأَرْسَلَ رُسُلًا إِلَى أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ بَنْهَدَدُ: 3 لِي فِضَّتُكَ وَذَهَبُكَ، وَلِي نِسَاؤُكَ وَبَنُوكَ الْحِسَانُ». 4 فَأَجَابَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: «حَسَبَ قَوْلِكَ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ، أَنَا وَجَمِيعُ مَا لِي لَكَ». 5 فَرَجَعَ الرُّسُلُ وَقَالُوا: «هكَذَا تَكَلَّمَ بَنْهَدَدُ قَائِلًا: إِنِّي قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ قَائِلًا: إِنَّ فِضَّتَكَ وَذَهَبَكَ وَنِسَاءَكَ وَبَنِيكَ تُعْطِينِي إِيَّاهُمْ. "وجمع بنهدد ملك آرام كل جيشه واثنين وثلاثين ملكًا معه وخيلًا ومركبات، صعد وحاصر السامرة وحاربها. وأرسل رسلًا إلى آخاب ملك إسرائيل إلى المدينة. وقال له: هكذا يقول بنهدد. لي فضَّتك وذهبك، ولي نساؤك وبنوك الحسان. فأجاب ملك إسرائيل وقال: حسب قولك يا سيِّدي الملكأنا وجميع ما لي لك" [1-4]. بنهدد هنا ربَّما هو ابن أو حفيد بنهدد الذي ساعد آسا ضدّ بعشا (1 مل 15: 18). حاصر السامرة ومعه 32 ملكًا، ليس بمعنى ملوك لدول مجاورة تحالفت معه. وإنَّما غالبًا كانوا حكامًا لإقطاعيَّات تابعة لمملكة آرام [24] أو رؤساء قبائل. فقد امتدَّت مملكة آرام من الفرات إلى الحدود الشماليَّة لإسرائيل. جاء في النقوش الآشوريَّة أن هذه الدولة تحوي عددًا ضخمًا من الممالك الصغيرة جدًا. كان بعض الملوك الفينيقيِّين والسوريِّين يملك كل منهم على مدينة واحدة، له استقلاله الكامل، يشترك الكل معًا فقط في العمل العسكري للهيمنة والسيطرة أو للدفاع. وكان ملك المدينة العظمى كدمشق هو الحاكم العام الذي يجمع كل هؤلاء الملوك لأجل سلامة الدولة أو لتحقيق مكاسب عسكريَّة. أراد محاصرة مدينة السامرة، ولا يعرف سبب هذا الحصار، إن كان لأجل مطامع ماديَّة أم تخفي وراءها أسباب سياسيَّة. أخضع داود الملك الآراميِّين والزمهم بالجزية، لكن ارتداد إسرائيل عن الله جعل من أرام رعبًا لها. طلب آسا ملك يهوذا من أرام أن تغزو إسرائيل (1 مل 15: 18-20). الآن تحاول أرام غزو إسرائيل من ذاتها. كانت السامرة مبنيَّة حديثًا ولم تكن بعد قد حصِّنت كما ينبغي. أرسل بنهدد يهدَّد بالحصار ما لم يخضع له آخاب، لا بدفع الجزية فحسب بل وتقديم كل ما لديه من فضَّة وذهب ونساء وأبناء حسان، أي يصير له كل شيء، وتخضع إسرائيل تمامًا لآرام لتصير تحت إدارتها. فإن الاستيلاء على نساء الملك إنَّما كان يعني أنَّه يصير هو ملك البلاد. يبدو أن بنهدد كان يتوقَّع رفض آخاب هذا الطلب، فيحاصر المدينة، ويستولي عليها تمامًا. فإنَّه يمكن للملك أن يسلِّم كنوزه لينقذ حياته، أمَّا أن يسلِّم كل أسرته من زوجات وأبناء فهذا مستحيل. قبل آخاب الشروط قائلًا له أنَّه هو وكل ماله فهو له، لعلَّه ظنّ أنَّه بهذه الإجابة يستطيع أن يهدِّئ من غضب بنهدد ليدخل معه في حوارٍ نافع. لقد أذلَّته الخطيَّة ففقد كل احترام لنفسه وثقة، فقبل في خنوع أن يسلِّم ممتلكات الدولة وزوجاته وأبناءه للعدوّ. حرمته الخطيَّة من الله مصدر قوَّته وحمايته. إذ رفض أن يحكم الله في قلبه استطاع العدوّ أن يحكم على كل حياته وممتلكاته. بتمرُّده على الله صار عبدًا حتى لأخيه الوثني. لقد أعدَّ آخاب الذهب والفضَّة للبعل (هو 2: 8)، فصادرها العدوّ لحسابه. عرف آخاب بالخبرة عجز البعل وبطلانه لكن من أجل إرضاء زوجته، وربَّما لأجل شهواته عبد البعل ودفع الشعب لذلك، فحرم نفسه من الله القادر أن يسنده ويهبه روح القوَّة والنصرة والكرامة. "فرجع الرسل وقالوا: هكذا تكلَّم بنهدد قائلًا: إنِّي قد أرسلت إليك قائلًا: إن فضَّتك وذهبك ونساءك وبنيك تعطيني إيَّاهم" [5]. إذ بلغ آخاب إلى أقصى حدود المذلَّة والانسحاق، فوضع نفسه تحت قدميّ بنهدد، لكن بنهدد لم يترفَّق به بل شجَّعه هذا أن يتصلَّف بالأكثر في غطرسة. لم يكن بنهدد طمَّاعًا فحسب بل وكان متعجرفًا، فلم يشبعه أن ينال كل ما لدى آخاب حتى أسرته، بل طلب أن يبعث إليه بإرساليَّة تأخذ كل ما يشتهيه آخاب. ما هو الفرق بين الإرساليَّتين؟ في الإرساليَّة الأولى طلب كنوز الملك وأسرته، أمَّا في الثانية فربَّما عَنَى أنَّه يبعث بنهدد عبيده ليفتِّشوا عن كل ما يشتهيه آخاب، لا ما يشتهي بنهدد وعبيده ليأخذوه. بمعنى آخر لا يريد أن يأخذ فقط وإنَّما أن يهين الملك، فيغيظه بسلب ما يشتهيه حتى وإن كان بنهدد أو عبيده لا يستخدمونه. يرى البعض أنَّه يعني سلب آلهته وأدوات العبادة. ويرى البعض أنَّه كان يعني نهب الشعب كل ما لديهم من أمور تستحق السلب. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تحالف آسا مع بنهدد ضد إسرائيل |
تنهدي ليس بمستور عنك |
تنهدى ليس مخفيا عنك يارب |
تعبت فى تنهدى |
بنهدد |