رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصياد يحذر من الهوس التصنيفى الذى يكاد يقضى على مكتسبات ثورة يناير أيمن الصياد مستشار الرئيس محمد مرسى الكويت (أ.ش.أ) أكد الصحفى أيمن الصياد، مستشار الرئيس محمد مرسى لملف الإصلاح المؤسسى للإعلام فى مصر، أن اختياره كمستشار للرئيس وهو المعروف مقدما باستقلاله وبحرصه على هذا الاستقلال، يكفى لمعرفة كم تغيرت مصر، رافضا الهوس التصنيفى الذى أصابنا فى فترة ما بعد ثورة يناير، ويكاد أن يقضى على كل ما حققته، بعد أن فرقتها المخاوف والأطماع والشكوك وحسابات الساسة، موضحا أنه لا يعارض الإخوان على طول الخط، وليس منافقا ليكون تأييده غير مشروط، وليست لديه مواقف مسبقة من الإخوان أو من غيرها، معربا عن اعتقاده أن الإخوان يمرون حاليا بمرحلة حاسمة، وأكثر ما يحتاجون إليه اليوم هو معارضة منصفة. وقال الصياد فى حوار مع صحيفة القبس الكويتية، إن حزب الحرية والعدالة هو حزب الأغلبية فى البرلمان الموقوف، وهذا الحزب يستوفى جميع الشروط القانونية، ولدينا جماعة تحتاج إلى تقنين أوضاعها، والإخوان يسعون لاستمرار الجماعة لأنها فى الأساس جماعة دعوية لها تاريخ طويل، وهى الآن تمر بمرحلة مفصلية فى تاريخها، فإما أن تنجح فى عبور هذه المرحلة فيكون لها شأن عظيم وإما أن تخفق وتدفع ثمنا غاليا ويدفع معها الوطن كله، موضحا أنه من المبكر جدا الإقرار بأن الإخوان سوف تكون لها الأغلبية فى مجلس الشعب المقبل، وذلك لأسباب عدة، منها أن لدينا الآن العديد من الأحزاب ذات المرجعية الدينية وذات تنافس قوى فيما بينها، وهذا سيؤثر على اتجاهات التصويت للمواطن العادى الذى كان يذهب لصناديق الاقتراع فى باله أنه يختار واضعا " بتاع ربنا " فى كفة والآخرين فى كفة أخرى، سيكتشف عامة الناس، وللمرة الأولى، أن هناك منافسة على المقعد الواحد بين أكثر من مرشح من "بتوع ربنا"، وسيعرف الناخب أن هذا وقت السياسة والاختيار وفق معايير سياسية واقتصادية. وأوضح أن "أخونة الدولة" تعنى أن الإخوان المسلمين ستحتل مراكز المسئولية فى الدولة، وهو وضع طبيعى نتوقعه من أى حزب يتولى السلطة، لكن ما يقلقنى هو ما سميته بـ "تأخون الدولة"، بمعنى أن نجد شخصيات أو مؤسسات لم تكن فى يوم من الأيام ذات هوى إخوانى، لكنها فجأة تتحول إلى "ملكية أكثر من الملك" تغازل الإخوان، هؤلاء الأشخاص كانوا سيتحولون إلى "شفيقين" إذا كان شفيق هو الذى فاز برئاسة الجمهورية، هذه الثقافة أول من سيتضرر منها هو الإخوان المسلمون أنفسهم. وعن لقائه المبكر بالرئيس مرسى، عشية توليه منصبه، أشار الصحفى أيمن الصياد إلى أن معرفته بالرئيس بدأت بعد نشره مقالا فى جريدة "الشروق" وقت أزمة قراره بعودة البرلمان، وفيما يبدو أنه لفت انتباه الرئيس الذى طلب أن يذهب إليه، وقال يومها تناقشنا وتحاورنا وعرفت أنه قد أصبح لدينا رئيس "يقرأ ويسمع"، وهذه ميزة افتقدناها وقت حسنى مبارك الذى كان يكره أن يقرأ ولا يطيق أن يستمع لأحد، أما سبب اختيارى مستشارا بالهيئة الاستشارية، فأعتقد أنه ربما يرجع لحرصى الدائم على أن أكون مستقل الرأى. وأكد الصحفى أيمن الصياد، مستشار الرئيس محمد مرسى لملف الإصلاح المؤسسى للإعلام فى مصر، أن القضية ليست فى أن ينص فى الدستور على وجود مجلس وطنى للإعلام المقروء والمسموع والمرئى، فلدينا بالفعل مجلس أعلى للصحافة ولدينا اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وقوانين الهيئتين من ناحية الشكل تكفى بالغرض، لكن المسألة تستدعى قبل ذلك حوارا مجتمعيا حقيقيا حول حزمة التشريعات اللازمة للإصلاح المؤسسى للإعلام المقروء والمسموع والمرئي، موضحا أن هذه المرحلة الانتقالية ربما تستوجب وجود وزير إعلام تكون مهمته الرئيسية إنهاء الحاجة إلى وجود وزارة إعلام، ففى المجتمعات الحديثة لا توجد مثل هذه الوزارات. وأضاف الصياد، أن المشكلة الأكبر الآن هى فى أننا نتعجل ثمار التغيير، الوضع صعب للغاية، ولكل تغيير ثمن، وللديمقراطية ثمن إن لم ندفعه فلن نحصل عليها، وعلى الذين يقلقون من خروج تظاهرة هنا أو اعتصام هناك، أو نشر خبر هنا أو مقال هناك، ألا يزعجهم الصوت العالى لحرية التعبير، فهذه هى الديمقراطية التى كنا نبحث عنها، ومهما كانت التجاوزات يجب ألا نعالج الأخطاء بأخطاء أكبر منها، فلا يعالج تجاوزات الديمقراطية إلا الديمقراطية ذاتها، مشيرا إلى أن القانون هو القانون، ولا أحد فوق القانون، وعلينا أن نتذكر أن من تولى إدارة الدولة بعد 11 فبراير قرر اعتماد منهج الشرعية القانونية بدلا من الشرعية الثورية، وعلينا أن نمتثل لما تنتهى إليه التحقيقات مع أعضاء المجلس العسكرى قبل إصدار القرارات. وأشار إلى أن من آفات الفكر المصرى فى الوقت الحالى هو التصنيف القصرى للأفراد، بمعنى أن نتعسف فى وضع الناس داخل أطر محددة وعليها نصنفهم، هذا ليبرالى وهذا إسلامى، مع أنه فى الأساس لا تناقض بين أن تكون داعيا أو مناصرا للحرية، وأن تكون مسلما صحيح الإيمان، كما أنه لا تعارض بين أن تكون من الذين يرون الإسلام إطارا حضاريا وثقافيا وتاريخيا للمجتمع، وأن تكون من أشد المناصرين للحرية والليبرالية، خصوصا أن الباحث المدقق لابد له أن يكتشف أنه لا إتاحة للحرية أكثر مما أتاحها الإسلام، فالإسلام دين يتيح حتى حرية أن تدين بغيره "لكم دينكم ولى دين"، ولاتوجد ليبرالية أكثر من ذلك، فالليبرالية ليست دينا بل هى مفهوم سياسى، والذين يحاولون أن يصنفوا هذه التصنيفات عليهم أن يراجعوا أنفسهم، فليس الأمر "مع أو ضد"، وإنما ينبغى أن يكون الإنسان صاحب رؤية حيال قرارات وليس أشخاصا أو جماعات. اليوم السابع |
|