رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حال الكنيسة الواحدة “وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم”: وكما يقول العلامة ترتليان أن الله يمسح كل دمعة سكبتها العيون قبلاً، إذ ما كان لها أن تجف ما لم تمسحها الرأفات الإلهية. طوبى لأصحاب العيون الباكية، لأن الله بنفسه يمسحها ويطيِّبها! “والموت لا يكون فيما بعد”: وكما يقول النبي “يبلغ الموت إلى الأبد ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه” (إش 25: 8). “ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد. لأن الأمور الأولى قد مضت” [4]. لقد مضى العالم القديم بما يحمله معه من سمة للنقصان وقابلية للفناء، وصار كل ما في الأبدية جديدًا مفرحًا ومبهجًا للكل. “وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيء جديدًا”. في العالم الآخر لا نجد ما تسأمه النفس، ولا ما تملّ منه، إذ ليس فيها شيء يعتق ويشيخ بل لحظة فلحظة – إن صح هذا التعبير – نجد كل شيء جديدًا. إذ نحن ماثلون أمام الله الذي لا تشبع النفس من اشتهائه. وكما يقول القديس غريغوريوس النيسي: [أن رؤية الله بالضبط لا تَشبع النفس من اشتهائه. وهذا يتم إلى الأبد والنفس ذاهبة من بدء إلى بدء ببداءات لا تنتهي.] كلما تأمل الإنسان الله رآه كأنه لأول مرة يراه جديدًا في نظره، فيزداد شوقًا إلى السجود له والنظر إليه، ويستمر هكذا بلا نهاية. ولما كان هذا الأمر مجيدًا حتى ليستعصب الكثيرون نواله، أراد الرب أن يبعث فيهم رجاء فقيل للرسول: “وقال لي: اكتب فإن هذه الأقوال صادقة وأمينة، ثم قال لي: قد تم” [5]. إنها أمور حقيقية واقعية قد أتم الله تهيئتها للبشر، ولم يبقَ سوى أن ندخل ونرث. وكأنه يقول لعروسه: “الله بالحق قد أعد بيت الزوجية وبقي أن تأتي صاحبة البيت”. أما مقدم الدعوة فيقول: “أنا هو الألف والياء. البداية والنهاية”. وقد سبق لنا شرح هذا القول. إنه يقول: إنني لغة السماء أعلمكم التسبحة الجديدة، وأنا رأس الكل أتيت أخيرًا لكي أحتضن الجميع وأجمعهم معي. إنني لا أبخل على أحد، بل أقدم ذاتي ينبوع ماء حياة مجاني لكل طالب “أنا أعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا” [6]. يقدم نفسه لكل ظمآن يشعر بالحاجة إليه، القائل مع المرنم: “كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي، متى أجيء وأتراءى قدام الله. صارت لي دموعي خبزًا نهارًا وليلاً، إذ قيل لي كل يوم: أين إلهك؟“ (مز 42: 1-3). لهذا ينادي الرب قائلاً: “إن عطش أحد فليقبل إلىَّ ويشرب“ (يو 7: 37). وحتى لا يسيء أحد إلى فهم مجانية الماء الحي عاد ليؤكد لنا أن الميراث الأبدي لا يناله إلا المجاهدون المثابرون، لهذا يقول: “من يغلب يرث كل شيء وأكون له إلهًا وهو يكون لي ابنا” [7]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
متي وكيف حدث الإنشقاق في الكنيسة الواحدة |
مع أمّنا مريم، ومع الكنيسة الواحدة |
شفاء شخص واحد يشير إلى الكنيسة الواحدة |
الكنيسة الناجحة |
الكنيسة الأولى الواحدة |