في المنتصف الثاني من القرن الثاني بعث الأب ثاؤفيلس الأنطاكي إلى صديقه الوثني أوتوليكسAutolyctus ثلاثة كتب يدافع فيها عن المسيحيَّة، وقد سجَّل لنا في الفصول السبع الأولى من الكتاب الأول عن إمكانيَّة رؤية الله، إذ سأله صديقه: أرني الله؟ لقد حدَّثه عن الإعلان الأخروي حيث يستطيع الإنسان لأن يرى الله الذي له وحده عدم الموت، إذ يحمل الإنسان عدم الفساد في جسده كما في نفسه. هذه الرؤية الأخرويَّة يلزم التمهيد لها برؤية إيمانيَّة ينعم بها الإنسان في هذه الحياة الحاضرة حين يحمل نقاوة داخليَّة، خلالها يرى ببصيرته الداخليَّة الأمور التي لا تُرى.
[إن قلت "أرني إلهك"، أجيبك "أرني أنت إنسانك، وأنا أريك إلهي".
أعطني البرهان على أن عينيّ نفسك تستطيعان أن تنظرا، وأذنيّ قلبك أن يسمعا... فإن الله ينظره القادرون على رؤيته، الذين لهم عيون أنفسهم مفتوحة...
يا إنسان، إن عينيّ نفسك قد انطمستا بخطاياك وشرورك].