رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريق الله المزدوج
اللَّهم، في القدس طريقك .... في البحر طريقك، وسُبُلك في المياه الكثيرة، وآثارك لم تُعرَف ( مز 77: 13 ، 19) لنلاحظ أنه يوجد فرق عظيم بين العددين (مزمور77: 13، 19). فالعدد الأول يُرينا أن طريق الله هي في القدس حيث النور الذي يكشف كل شيء ويوضح كل شيء، ولا يوجد هناك ما يُزعج النفس، بل على العكس عندما تأتي النفس المنزعجة المرتبكة وتدخل القدس، ترى هناك الأمور في نور الله، وترى نهاية كل شيء؛ كل شيء غامض لا نستطيع الوصول إلى نهايته في الأرض يمكننا أن نراه في القدس. وهذا الأمر نفسه نراه في مزمور73: 16، 17 «فلما قصدت معرفة هذا، إذ هو تعبٌ في عينيَّ. حتى دخلت مقادس الله، وانتبهت إلى آخرتهم». معنى هذا أنه في مقادس الله نفهم كل شيء مهما كان صعبًا ومُتعبًا في أعيننا، سواء بخصوصنا أو بخصوص الآخرين. عندما ندخل إلى هناك ونوجد حيث نور الله ومحبة الله، حينئذٍ ينكشف لنا كل شيء مهما كان صعبًا وعسيرًا. ولكن ليس طريق الله في القدس فقط حيث كل شيء مكشوف ومُنير، بل طريق الله في البحر أيضًا. فالله يسير حيث لا نستطيع أن نقتفي أثره في كل الأحوال «وآثارك لم تُعرَف». فتوجد طرق لله يقصد بها امتحاننا، ولا حاجة بنا إلى القول إن الله لا يُسرّ طبعًا بارتباكنا وحيرتنا، لأنه أعطانا المقادس لكي نقترب إليها، فنرتفع فوق ضيقاتنا. ولكن مع ذلك يوجد الكثير من طرق الله هو في قبضة يده وحده، ويجب أن نسلِّم بهذا. من ثم نرى أن طريق الله ليس في القدس فقط، بل في البحر أيضًا. ولنلاحظ أن بداية طرق الله مع شعبه كانت في البحر، لأنه يجب أن يكون الله موضع ثقة المؤمن من البداية إلى النهاية. وما أجمل أن نعرف أنه وإن كان القدس مفتوحًا لنا، فإن الله نفسه قريب منا ( 1بط 3: 18 ). فعندما ندخل إلى القدس نجد أنفسنا في حضرة الله نفسه. وإني أتجاسر أن أقول إن السماء تكون قليلة القيمة لو لم نقترب إلى الله، لأن وجودنا في حضرة الله أثمن بما لا يُقاس من الخلاص من التجارب، وأغلى من كل البركات، لأن الله هو مصدر كل بركة، وينبوع كل فرح. ونختم بإعادة القول إنه توجد بعض طرق الله خارجًا عن القدس «في البحر» وفي هذه نتحير ونرتبك إذا انشغلنا بالبحر نفسه، وفي محاولة معرفة آثار الرب فيه. ولكن الواجب علينا أن نضع كل الثقة في الله نفسه لأن هذه هي قوة الإيمان. يا ليت الرب يمنحنا هدوءًا وبساطة وسط جميع الظروف التي يسمح أن يُجيزنا |
|