رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خواص رئيسية للمعجزات هناك خواص مُمَيّزة هامة للمعجزات التي تهمنا. تحدث هذه المعجزات بقوة الله الحي بعد طلب أو أمر من الشخص الذي يفعل المعجزة. لذلك، ليست هذه المعجزات حوادث عشوائية تحدث بالصدفة. على سبيل المثال، معجزات موسى، يشوع، إيليا، أليشع، إلخ حدثت بناء على طلباتهم وصلواتهم. أمر السيد المسيح معجزاته. تنعم العناية الإلهية على الإنسان بالمعجزات المختلفة. لهذا فظروف وأهداف المعجزات الإلهية على مستوى أخلاقي رفيع. بوجه عام، ليس الإيمان شرطا ضروريا لعمل المعجزات. فنلاحظ مثلا أنه على الرغم من خوف تلاميذ السيد المسيح وضعف إيمانهم فعل السيد المسيح معجزات مختلفة مثل معجزة تهدئة العاصفة (مَرْقُسَ 4: 40)، معجزة المشي على الماء (مَرْقُسَ 6: 51)، معجزة صيد السمك الكثير (لُوقَا 5: 8-10)، ومعجزات إخراج الأرواح الشريرة. في بعض المعجزات طلب السيد المسيح الإيمان، لكن لم يكن الإيمان شرطا لفعل المعجزة. بل كان فقط البيئة المناسبة لاستخدام قوته وسلطانه لفعل المعجزة. لقد فعل السيد المسيح في معجزاته اللحظية المحلية أعمال الله العالمية في الماضي والحاضر والمستقبل. نذكر هنا بعض هذه المعجزات كأمثلة. خلق السيد المسيح عينين جديدتين من طين الأرض لرجل مولود أعمى بدون مقلتي العيون مثلما خلق الله الإنسان من طين الأرض في القديم (يُوحَنَّا 9؛ تَّكْوِينِ 2: 7). كثر السيد المسيح قليلا من الخبز والسمك ليطعم آلافا من الناس الجائعين (متى 14: 15-21؛ 15: 32-39). كل عام يكثر الله قليلا من بذور القمح المزروعة في الأرض ويحولها إلى كثير من القمح في الحصاد. وكل عام يكثر الله السمك في كل نهر وبحيرة وبحر. أقام السيد المسيح الرجل لعازر من الموت بعد موته بأربعة أيام وقد بدأت جثته تتعفن في قبره (يُوحَنَّا 11: 1-44). تشير هذه المعجزة إلى القيامة العامة للأموات حيث يقيم السيد المسيح كل الأموات. تجلى السيد المسيح على جبل طابور أمام تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا، حيث أَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ (مَتَّى 17: 1-8). مشى السيد المسيح على المياه الهائجة لبحر الجليل (مَتَّى 14: 22-33). تخبرنا هذين المعجزتين عن بعض خواص الطبيعة البشرية الجديدة التي سيحصل عليها المؤمنون بعد قيامتهم من الأموات. من الهام جدا التمييز بين معجزات الله الحي القوي القادر على كل شئ ومُنجزات المواهب البشرية. مُنجزات المواهب البشرية ليست معجزات. لدى بعض الأشخاص موهبة جسدية—هم ذو أجسام ضخمة وعضلات قوية. أشخاص آخرون ذو ذاكرة قوية. البعض لديه موهبة اللغات—لديهم مقدرة تعلّم لغات كثيرة ولغات غير مكتوبة بسرعة وتذكّرها. لدى البعض الآخر موهبة الخطابة. يُلقون خُطبا تثير المشاعر. أخرون كتاب وشعراء موهوبون. يُألّفون مقالات وكتابات وشعر رائع. من الهام التاكيد أن روعة الكتابة وفصاحة الخطابة مواهب بشرية وليست معجزات من الله الحي القوي. لذلك لا يُمكن القول أن أي كِتاب معجزة لفصاحته اللغوية. الأعمال الأدبية الرائعة لكُتاب وشعراء موهوبين ليست معجزات. مثلا، شعر أحمد شوقي وهومر (الضرير الأمي) وكتابات عباس العقاد وطه حسين وشكسبير ليست معجزات. من المهم أيضا التمييز بين معجزات الله الحي وحالات أمراض عصبية وحالات تسلط الشياطين. إذا حدث لشخص تشنجات وابتدأ فمه يزبد، فإما هذا الشخص مصاب بمرض الصرع أو بمرض عصبي آخر أو متسلط عليه شيطان. في الواقع أخرج السيد المسيح أرواحا شريرة كانت تعذب الشخص المتسلطة عليه بهذه الطريقة عينها: "وَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْجَمْعِ صَرَخَ: «يَا مُعَلِّمُ أَطْلُبُ إِلَيْكَ. اُنْظُرْ إِلَى ابْنِي فَإِنَّهُ وَحِيدٌ لِي. وَهَا رُوحٌ يَأْخُذُهُ فَيَصْرُخُ بَغْتَةً فَيَصْرَعُهُ مُزْبِداً وَبِالْجَهْدِ يُفَارِقُهُ مُرَضِّضاً إِيَّاهُ. وَطَلَبْتُ مِنْ تَلاَمِيذِكَ أَنْ يُخْرِجُوهُ فَلَمْ يَقْدِرُوا». فَأَجَابَ يَسُوعُ: «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ وَأَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمِ ابْنَكَ إِلَى هُنَا». وَبَيْنَمَا هُوَ آتٍ مَزَّقَهُ الشَّيْطَانُ وَصَرَعَهُ فَانْتَهَرَ يَسُوعُ الرُّوحَ النَّجِسَ وَشَفَى الصَّبِيَّ وَسَلَّمَهُ إِلَى أَبِيهِ. فَبُهِتَ الْجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ اللهِ..." (لُوقَا 9: 38-43). هذا بالضبط ما كان يحدث لمحمد القريشي عندما كان يدعي بالوحي. أكان هذا وحيا شيطانيا، وليس وحيا إلهيا؟ الرب الإله قدّوس ومُحِب وأمين. لا يخون أنبياءه الذين يخدمونه ولا يُعذبهم بقسوة. ولا يرسل ملائكته لتعذيبهم. في الواقع، يعلمنا الكتاب المقدس أنه عندما كان جبرائيل الملاك يظهر لشخص ليعطيه رسالة من الرب، كان يطمئنه أولا على سلامته وأمانه: "فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا... أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ..." (لُوقَا 1: 13، 19)؛ "وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ اسْمُهُ يُوسُفُ. وَاسْمُ الْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ. فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ" (لُوقَا 1: 26-27، 30). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
خطة العناية الإلهية |
العناية الإلهية |
العناية الإلهية |
العالم تصونه العناية الإلهية، إذ لا يوجد مكان لا تدركه هذه العناية |
ما هي العناية الإلهية؟ |