رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صلاة اضطرارية إن الصلاة الاضطرارية هي عادة كالصلاة التي يتلوها الجنود الذين لا يكترثون بوجود الله إلا حينما يواجهون خطر هجوم عنيف من قِبَل العدو، أو ما شابه ذلك، فنراهم مختبئين في خنادقهم، يرفعون الصلاة بإلحاح ولجاجة، من أجل سلامتهم وحفظهم من الموت. ولكن ليسوا هم الوحيدين الذين يرفعون صلاة اضطرارية، بل هناك الكثير من الناس الذين لا يُصلون لله إلا ساعة الضيق والخوف فقط! كان هناك ولدان يتحدثان عن الصلاة، فسأل الواحد الآخر: “هل تجتمع عائلتك للصلاة في الصباح؟” أجاب الفتى: “كلا”. ثم أردف قائلاً: “ إن والدتي علَّمتني أن أُصلي مساءً قبل النوم، حينما تكون الظلمة حالكة، وأظن بما أنه ليس هناك ما يُخيف في الصباح، فلا حاجة للصلاة وقتئذٍ”! أيها الأحباء: إنه ليس مُخجلاً أبدًا أن نلجأ إلى الله في لحظات الخوف والضيق والخطر، ولكن صلاتنا يجب أن تكون باستمرار وبلا انقطاع (١تسالونيكي٥: ١٧)، في الظلمة كما في النور، في الضيق كما في الفرج. وكانت حَنَّة أم صموئيل نِعْمَ المثال لذلك؛ نراها حزينة ومُرَّة النفس لأنها كانت عاقرًا، فصلّت إلى الله، وبكت بكاءً عظيمًا (١صموئيل١: ١٠)، وفعلت ذلك بحق. ولكننا نراها أيضًا تُصلي إلى الله بعد أن تبدّدت الظلمة. فمع إتمام رغبتها، أخذت تلهج بنشيد الحمد، وتسكب شكر قلبها إلى الله لأجل صلاحه. لقد باركت حَنَّة الرب وشكرته بعدما أشرقت أشعة نعمته عليها، وشملها ببركات استجابته لطلبتها. وهكذا بدأت قصتها بالدموع، وانتهت بالترنم. بدأتها بالرأس الخفيض، وانتهت بالرأس المرتفع. بدأتها بالمذلة والحرمان، وانتهت بالرفعة والشبع. بدأتها مع الإنسان، وانتهت مع الله. لا شك أنه يجب أن نُصلي وقت الحاجة، ولكن علينا أن نُصلي ونرفع الشكر للرب حينما تكون أمورنا على أحسن وجه، وبالحري يجب أن نُصلي بلا انقطاع! وقد كان لدانيآل عادة الصلاة ثلاث مرات يوميًا، بجوار الكوّة، ووجهه نحو أورشليم والهيكل المقدس. وعندما جاء عليه الضيق، استمر يُصلي ويحمد إلهه «كَمَا كَانَ يَفْعَلُ قَبْلَ ذلِكَ» (دانيآل٦: ١٠). وإننا نُصبح مستعدين لمواجهة الظلمة، عندما نتعلَّم أن نُصلي في النور. وعندما أرسل مَلِكُ أشور رسائل التهديد إلى الملك حَزَقِيَّا «أَخَذَ حَزَقِيَّا الرَّسَائِلَ مِنْ أَيْدِي الرُّسُلِ وَقَرَأَهَا، ثُمَّ صَعِدَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَنَشَرَهَا حَزَقِيَّا أَمَامَ الرَّبِّ» (٢ملوك١٩: ١٤). وكان هذا عمل رجل يعلم بمَن آمن، ولم يكن طريق الأقداس غريبًا عليه، بل كانت الشركة مع الرب لديه كالتنفس لحياته الطبيعية، وكانت عادته المألوفة أن يلتمس وجه الرب على الدوام. فلما أتته تلك الرسائل التهديدية، لم يتردد في اختيار السبيل الذي يسلكه، بل كان أمرًا طبيعيًا عنده أن ينشرها أمام الرب الذي اعتاد أن يلجأ إليه في كل ما يخصه. لم يرتعب أو يضطرب لأنه كان عالمًا من أين يأتي إليه الإرشاد والحماية. لم تكن له مصالح متعلّقة بشخصه أو بشعبه بعيدًا عن الله، ولذلك استطاع أن يأتي برسائله المُزعجة بكل ثقة إلى محضر الله، عالمًا أنها تهم الله، أكثر مما تهمه هو. لا يستطيع أحد أن يرتجل الإيمان عند الملمات ارتجالاُ. وإن لم تكن الحياة كلها حياة الإيمان بالله، لا يُمكن للإنسان أن ينشر أمام الله – بثقة واطمئنان – رسائل التهديد، وظروف المصائب والمخاوف. لأن الثقة بتداخل الله في أزمات حياتنا لا يُمكن أن تأتي مفاجأة، بل لا بد أن تكون وليدة التدرب على أن نٌخبر الله يومًا فيومًا بكل ما يخصنا، ومن ثم نكون مستعدين للامتحانات الكبرى التي تأتي إلينا عاجلاً أو آجلاً. ويا ليتنا نتمثل بحَزَقِيَّا في صلة نفسه بالله الذي كان يعبده دائمًا! يَا لإِنْعَامٍ تَسَامَى مِنْ لَدُنْ رَبِّ النَّجَاهْ إِنَّنَا نُلْقِي عَلَيْهِ كُلَّ حِمْلٍ بِالصَّلاهْ كَمْ لَقِينَا مِنْ كُرُوبٍ وَاكْتِئَابَاتِ الْحَيَاهْ حَيْثُ لَمْ نُلْقِ عَلَيْهِ كُلَّ حِمْلٍ بِالصَّلاهْ نفس المبادئ دي يؤكِّدها الكتاب بعد كده «بِبَيْتِكَ تَلِيقُ الْقَدَاسَةُ يَا رَبُّ إِلَى طُولِ الأَيَّامِ» (مزمور٩٣: ٥). في أثناء خدمته طهَّر الرب يسوع الهيكل مرتين (يوحنا٢؛ متى٢١؛ مرقس١١؛ لوقا ١٩)، لما شاف إزاي بقي بيت تجارة ومغارة لصوص، ولما حصل كده تذكر التلاميذ أنه مكتوب: «غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي»( يوحنا٢: ١٧). قداسة بيت الله تستلزم إن كل حاجه فيه تكون متوافقة مع طبيعة الله، وتستلزم الحُكم على أي حاجه عكس كده «الْوَقْتُ لابْتِدَاءِ الْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ اللهِ» (١بطرس٤: ١٧). مكتوب برضه عن بيت الله إنه “بيت الصلاة” ٥ مرات في الكتاب، استخرج هذه الآيات واقرأها واتشجع تواظب على الصلاة مع إخوتك. “باب السماء”تعني “بوابة السماء” أو مكان التقاء الأرض بالسماء، يعني في بيت الله هنستمتع بأمور سماوية وإعلانات إلهية. وعن رغبة الرب في الشركة مع شعبه يقول في مزمور ١٣٢: ١٣، ١٤: «لأَنَّ الرَّبَّ قَدِ اخْتَارَ صِهْيَوْنَ. اشْتَهَاهَا مَسْكَنًا لَهُ: هذِهِ هِيَ رَاحَتِي إِلَى الأَبَدِ. ههُنَا أَسْكُنُ لأَنِّي اشْتَهَيْتُهَا»، أما رغبة المؤمن فعبَّر عنها داود «واحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ» (مزمور ٤:٢٧). كمان بيت الله هو كيان يقدم عبادة لله، واجتماعات المؤمنين هي مكان ومجال أساسي لتقديم العبادة للرب. وبلغة سفر التثنية هي المكان الذي يختاره الرب إلهك والعبارة دي تتكرر ٢١مرة! من بيت الله أيضاً تُقدم شهادة وهو بلغة ١تيموثاوس٣: ١٥ “عمود الحق وقاعدته” يعني مكان استقرار الحق وإعلانه. ولنفس السبب كان من أسماء خيمة الاجتماع “خيمة الشهادة” (عدد٩: ١٥). زي ما بيت الله هو “كهنوت مقدس” لتقديم الذبائح الروحية في العبادة، هو “كهنوت ملوكي” للإخبار بفضائل الرب في الشهادة (١بط٢: ٥، ٩). لما كملت خيمة الاجتماع، ولما تم تدشين الهيكل، كان حضور الله ومجده واضحين جدًا والكنيسة تأسست بسكنى الروح القدس وبقي المؤمنين هيكل الله «أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟» (١كورنثوس٣: ١٦). فيه درس أساسي نتعلمه من خيمة الاجتماع، إنه مكانش مسموح لإنسان يعمل حاجه في بيت الله من استحسانه الشخصي. موسى أخد التعليمات بالتفاصيل الدقيقة من الرب ونفذها زي ما الرب رسمها بالظبط. والرب إدى حكمة خاصة للقائمين على العمل عشان يتمموا الموضوع «كَمَا أُوحِيَ إِلَى مُوسَى... حَسَبَ الْمِثَالِ الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ» (عبرانيين٨: ٥)، أو زي ما بيقول سفر الخروج في إتمام عمل الخيمة “كما أمر الرب موسى” وتتكرر العبارة حوالي ١٥مرة في خروج٣٩؛ ٤٠! ولما أعطى داود سليمان والشعب تعليمات الهيكل قال «قَدْ أَفْهَمَنِي الرَّبُّ كُلَّ ذلِكَ بِالْكِتَابَةِ بِيَدِهِ عَلَيَّ، أَيْ كُلَّ أَشْغَالِ الْمِثَالِ».(١أخبار٢٨: ١٩). يعني كل شيء مُرَّتب في بيت الله من الرب نفسه ولأن ده بيته فمش من حق أي إنسان إنه يغير ترتيب هو حاطه. الترتيب بالنسبة لنا النهارده تعليمه ومبادئه وأمثلته موجودة في الكتاب، عايزين نعرف إزاي تكون العبادة والخدمة، دور الرجل ودور المرأة، إيه هو التأديب الكنسي وإيه أهميته، إيه دور الكنيسة في العالم، كل الحاجات دي وأكتر محتاجين نتعلمها من الكتاب. وهنا أنا بشجعك صديقي إنك تتعلم من الكتاب وتعيش وسط بيت الله وتكون فاعل في البناء العظيم ده ولما تعيش هتفهم أكتر! قبل ما اختم، أحب أوضَّح يعني إيه تعبير “البيت الكبير” اللي ذكرته في بداية المقال؛ لأنه ممكن يكون جديد أو غريب بالنسبة لك. ده وصف الكتاب لحالة بيت الله في الأيام الأخيرة بحسب ٢تيموثاوس ٢: ٢٠ وقال إن الآنية الموجودة فيه: «لَيْسَ... مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ فَقَطْ، بَلْ مِنْ خَشَبٍ وَخَزَفٍ أَيْضًا، وَتِلْكَ لِلْكَرَامَةِ وَهذِهِ لِلْهَوَانِ». يعني حصل خلط بين الصح والغلط، بين الحق والكذب، بين اللي من الله واللي من الإنسان.. إلخ، طيب إيه دور الشخص التقي؟ «فَإِنْ طَهَّرَ أَحَدٌ نَفْسَهُ مِنْ هذِهِ، يَكُونُ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ، مُقَدَّسًا، نَافِعًا لِلسَّيِّدِ، مُسْتَعَدًّا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ،َ اتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ» (٢تيموثاوس٢: ٢٠)، يا ريت يكون تقديرنا لبيت الله، زي ما الآية بتقول مزمور٢٦: ٨: «يَا رَبُّ، أَحْبَبْتُ مَحَلَّ بَيْتِكَ وَمَوْضِعَ مَسْكَنِ مَجْدِكَ». |
|