رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحاجة إلى الله المخلص: 16 فَرَأَى أَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ، وَتَحَيَّرَ مِنْ أَنَّهُ لَيْسَ شَفِيعٌ. فَخَلَّصَتْ ذِرَاعُهُ لِنَفْسِهِ، وَبِرُّهُ هُوَ عَضَدَهُ. 17 فَلَبِسَ الْبِرَّ كَدِرْعٍ، وَخُوذَةَ الْخَلاَصِ عَلَى رَأْسِهِ. وَلَبِسَ ثِيَابَ الانْتِقَامِ كَلِبَاسٍ، وَاكْتَسَى بِالْغَيْرَةِ كَرِدَاءٍ. 18 حَسَبَ الأَعْمَالِ هكَذَا يُجَازِي مُبْغِضِيهِ سَخَطًا، وَأَعْدَاءَهُ عِقَابًا. جَزَاءً يُجَازِي الْجَزَائِرَ. 19 فَيَخَافُونَ مِنَ الْمَغْرِبِ اسْمَ الرَّبِّ، وَمِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ مَجْدَهُ. عِنْدَمَا يَأْتِي الْعَدُوُّ كَنَهْرٍ فَنَفْخَةُ الرَّبِّ تَدْفَعُهُ. 20 «وَيَأْتِي الْفَادِي إِلَى صِهْيَوْنَ وَإِلَى التَّائِبِينَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فِي يَعْقُوبَ، يَقُولُ الرَّبُّ. 21 أَمَّا أَنَا فَهذَا عَهْدِي مَعَهُمْ، قَالَ الرَّبُّ: رُوحِي الَّذِي عَلَيْكَ، وَكَلاَمِي الَّذِي وَضَعْتُهُ فِي فَمِكَ لاَ يَزُولُ مِنْ فَمِكَ، وَلاَ مِنْ فَمِ نَسْلِكَ، وَلاَ مِنْ فَمِ نَسْلِ نَسْلِكَ، قَالَ الرَّبُّ، مِنَ الآنَ وَإِلَى الأَبَدِ. ساء الأمر جدًا، لكن الله خالق الإنسان المهتم به ومحبوبه لا يقف متفرجًا. "فرأى الرب وساء في عينيه أنه ليس عدل. فرأى أنه ليس إنسان وتحير من أنه ليس شفيع، فخلَّصت ذراعه لنفسه وبرّه هو عَضَدَه" [15-16]. * بسبب هذا الانفصال أُرسل الشفيع لكي ينزع الخطية عن العالم التي بها انفصلنا عنه كأعداء، وذلك لكي نتصالح معه ونتحول من أعداء إلى أبناء. القديس أغسطينوس وكما يقول القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس: [لا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا نبيًا ائتمنته على خلاصنا بل أنت وحدك تجسدت وتأنست وأشبهتنا في كل شيء ما خلا الخطية وحدها...]. ماذا فعل الشفيع الكفاري بنا؟ أ. تقدم المعركة كقائد لنا ونائب عن البشرية، يهبها النصرة والغلبة ببره وسلطانه: "فلبس البرّ كدرع وخوذة الخلاص على رأسه؛ ولبس ثياب الانتقام كلباس، واكتسى بالغيرة كرداء، حسب الأعمال هكذا يُجازي مبغضيه..." [17-18]. عوض الخطية التي ارتبطنا بها فحطمتنا لبس بره الإلهي درعًا لنا، وعوض الهلاك الذي حل بنا ارتدى الخلاص خوذة على رأسه، وعوض الضعف أو الانهيار الذي سقطنا فيه قام ينتقم من إبليس وكل ملائكته، يرد عليهم شرهم فيفقدون سلطانهم على الأمم في المغرب أو المشرق. يتمجد المخلص في الشعوب والأمم إذ يهبهم نصرة حتى على العدو الذي يفيض كنهر جارف لكن الرب كما بنفخة روحه القدوس يوقف فيضه [19]. ب. أقام كنيسته، صهيون الجديدة كمركز للتوبة [20]، أقامها مستشفى للمرضى وليس محكمة للقضاء والإدانة، إذ يقول: "ويأتي الفادي إلى صهيون، وإلى التائبين عن المعصية في يعقوب يقول الرب" [20]. * اللطف (بالضعفاء والخطاة) هو الفضيلة الوحيدة التي تسعى نحو نمو الكنيسة، الأمر الذي يطلبه الرب ثمنًا لدمه. اللطف هو اقتداء بحنان السماء نحو البشر، يهدف نحو خلاص الجميع. *ليتنا لا نضحك على خطية أحد بل نحزن، لأنه مكتوب: "لا تشمتي بيّ يا عدوتي، إذ سقطت أقوم، إذا جلست في الظلمة فالرب نور..." (مى 7: 8-9). لم يقل هذا بلا جدوى، لأن من يشمت بالساقطين إنما يكون قد أبتهج بنصرة الشيطان. لذلك بالحري يلزمنا أن نحزن عندما نسمع عن هلاك شخص مات المسيح لأجله. الشهيد كبريانوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحاجة إلى المخلص |
الحاجة إلى عمل الله |
تعليم المخلص فيه الكفاية دون الحاجة إلى عونٍ إضافي |
الحاجة إلى الله |
طوبى للذي يدبّر بمرضاة الله ممتلكاته، ولا يُدان من الله المخلص كمحب للمال |