رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موت الصديق: "بَادَ الصِّدِّيقُ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ ذلِكَ فِي قَلْبِهِ. وَرِجَالُ الإِحْسَانِ يُضَمُّونَ، وَلَيْسَ مَنْ يَفْطَنُ بِأَنَّهُ مِنْ وَجْهِ الشَّرِّ يُضَمُّ الصِّدِّيقُ. يَدْخُلُ السَّلاَمَ. يَسْتَرِيحُونَ فِي مَضَاجِعِهِمِ. السَّالِكُ بِالاسْتِقَامَةِ." [1-2]. هنا يتحدث النبي عما يحل بأولاد الله عبر الأجيال إذ يسقطون تحت ضيقات كثيرة بلا سبب، مجروحين كمخلصهم حتى في بيوت أحبائهم (زك 13: 6)، يجدون عداوة حتى من أهل بيتهم (مت 10: 36). لكن النبي يتحدث هنا بالأكثر عن عصر منسى الملك الذي سفك دماء بريئة كثيرة (2 مل 21، 2 أي 33) حتى اشتهى الأبرار الموت وحسبوه راحة مما رأوه بأعينهم. وينطبق ذلك بأكثر وضوحًا في أيام الدجال أو ضد المسيح حيث يملك إنسان الخطية في هيكل الرب ويضطهد الكنيسة (2 تس 2: 4 إلخ.)، حتى يُقال: "من هو مثل الوحش؟! من يستطيع أن يحاربه؟!" (رؤ 13: 4)، "وأُعطى أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم وأُعطى سلطانًا على كل قبيلة ولسان وأمة... هنا صبر القديسين وإيمانهم" (رؤ 13: 7، 10). أمام هذا المرّ يُقال: "من وجه الشر يُضم الصِّدّيق" [2]. إذ يُباد الصّديقون أو يُضطهدون ويقتلون لا يفكر أحد في ذلك، إذ يعيش الأشرار في لهو كأطفال صغار بلا فهم يموت والدوهم والمحبون الذين يخدمونهم وهم لا يدرون، أما الصديقون فيفرحون بالموت حاسبين ذلك إفراجًا عن نفوسهم من الجو القاتل للنفس، جو الشر البغيض. * "في رسالته إلى أرملة شابة". حقا لو أنه هلك بالكلية أو انتهى أمره تمامًا، لكان ذلك كارثة عظمى، وكان الأمر محزنًا. لكن إن كان كل ما في الأمر أنه أبحر إلى ميناء هادئ وقام برحلة إلى الله الذي هو بالحق ملكه، لهذا يلزمنا ألا نحزن بل نفرح. فإن هذا الموت ليس موتًا، إنما هو نوع من الهجرة والانتقال من سيئ إلى أحسن، من الأرض إلى السماء، من وسط البشر إلى الملائكة ورؤساء الملائكة بل ويكون مع الله رب الملائكة ورؤساء الملائكة... الآن هو في أمان وهدوء عظيم. * لو كان زوجك سالكًا مثل أولئك الذين يعيشون في حياة مخجلة لا ترضي الله كان بالأولى لك أن تنوحي وتبكي، ليس فقط عند انتقاله، بل حتى أثناء وجوده حيًا هنا. ولكن بقدر ما هو من أصدقاء الله يلزمنا أن نُسر به، ليس فقط وهو حيّ هنا بل وعندما يرقد مستريحًا أيضًا... استمعي إلى ما يقوله الرسول: "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدًا" (في 1: 23). القديس يوحنا الذهبي الفم إذ حزن التلاميذ عندما أعلن لهم المسيح معلم خلاصنا ومعلم أعمالنا الصالحة أنه سينطلق قال لهم: "لو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الآب" (يو 14: 28)؛ معلمًا إيانا أن نفرح عند رحيل أحد أحبائنا من هذا العالم ولا نحزن، متذكرين حقًا قول الرسول الطوباوي بولس: "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح" (في 1: 21)؛ حاسبين في الموت أعظم ربح... فبالموت نترك الأتعاب المؤلمة ونتخلص من أنياب الشيطان السامة لنذهب إلى دعوة المسيح لنا، متهللين بالخلاص الأبدي. الشهيد كبريانوس * بالموت يهرب الأولاد من الضيقات التي تفوق طاقتهم، نائلين سعادة جزاء صبرهم وبراءتهم. الشهيد كبريانوس |
|