|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُظهر يسوع نفسه حياةً للبشر مقدَمة تحت أعراض الخُبزِ والخمر من خلال سر القربان "مَن أَكل جَسَدي وشرِبَ دَمي فلَه الحَياة الأَبدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير" (يوحنا 6: 54)، ولذلك فإن المَنَّ الذي نَزَلَ من السَّماء لم يكن إلاَّ رمز، لأنَّ خبز الله هو الذي ينَزَلَ من السَّماء ويُعطي الحَياة. فقد كان بعض علماء الشَّريعة اليهود يَعدّون عطية "المَنَّ" اليومية في البرِّيَّة زمن الخروج أكبر خوارق (خروج 16: 15)، فعلى المسيح المُرسل في نظرهم أن يُجري من المعجزات ما يفوق معجزة "المَنَّ". فأخذ اليهود يطلبون من يسوع آية تُثبت انه قادرٌ على منح الحَياة. فاثبت لهم يسوع أنَّ المَنَّ الذي أعطاه موسى لأجدادهم في البرِّية لم يستطع أن يمنع الموت عنهم (يوحنا 6:49). أمَّا هو فيقدِّم ذاته " الخُبزِ النَّازِلَ مِنَ السَّماء الَّذي يأكُلُ مِنه الإِنسانُ ولا يَموت" (يوحنا 6: 50). يعلق الكاهن سِستِرسياني بودوان دو فورد: " إنّ الرَّبّ يسوع المسيح هو " خُبزُ الحَياة" لمَن يؤمن به. أن نؤمن بالمسيح يعني أن نأكل خبز الحياة، أي أن نمتلك المسيح في داخلنا، أن نمتلك الحياة الأبديّة "(سرّ المذبح، الجزء الثَّاني العدد 3). أشار يسوع هنا إلى الخُبزِ النَّازل من السَّماء الذي أعطاه موسى لأجداد اليهود، وكان خبزًا ماديًا موقَّتًا، وكان يقوت النَّاس ليوم واحدٍ، وكان عليهم الحصول على المزيد منه كل يوم، ولم يقدر هذا الخُبزِ أن يمنع الموت عنهم. أمَّا يسوع هو أعظم من موسى، فيُقدّم ذاته خُبزًا روحيًا نازلًا من السَّماء يقود إلى الحَياة الأَبدِيَّة. هذا هو الاختلاف الّذي يُميّز الإفخارستيا عن المَنِّ. لقد كان المَنُّ مجرّد خبز أرضيّ، يُغذّي الجَسَد، لكنّه يترك النَّفس والرُّوح دون قوّة دائمة. أمَّا الإفخارستيا فهي الرَّبّ الإله ذاته الّذي يجعل جَسَده ودَمه جَسَدنا ودَمنا ويمنحنا قوة للحياة الأَبدِيَّة. |
|