رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمكنني أن أجد الراحة في الله بعد انفصال مؤلم؟ ألم القلب المنكسر هو أحد أصعب تجارب الحياة. لكن حتى في هذه الظلمة، يضيء نور الله الذي يقدّم لنا التعزية والشفاء والرجاء. دعونا نتأمل كيف يمكننا أن نلجأ إلى أبينا المحب في أوقات انكسار القلب ونجد العزاء في أحضانه. تذكر أن الله قريب من منكسري القلوب. كما كتب كاتب المزامير: "الرَّبُّ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ مُنْكَسِرِي ٱلرُّوحِ" (مزمور 34: 18). في ألمك، لا تتردد في الصراخ إلى الله. إنه يسمع كل تنهيدة لك، ويمسك كل دمعة، ويفهم أعماق حزنك. اسكب قلبك له في صلاة صادقة وصريحة. مثل الوالدين المحبين، هو موجود ليستمع إليك ويعزيك ويحتضنك في حزنك. ارجع إلى الكتاب المقدس من أجل التعزية والمنظور. كلمة الله هي بلسم لنفوسنا المجروحة. تأمل في المقاطع التي تتحدث عن محبة الله وأمانته وخططه لمستقبلك. يذكّرنا النبي إرميا قائلاً: "لأَنِّي عَالِمٌ بِخُطَطِي الَّتِي عِنْدِي لَكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ، خُطَطٌ لأَنْ أُزْهِرَكُمْ لاَ لأَضُرَّكُمْ، خُطَطٌ لأُعْطِيَكُمْ رَجَاءً وَمُسْتَقْبَلاً" (إرميا 29:11). دع هذه الكلمات تتعمق في قلبك وتذكرك بأن هذا الفصل المؤلم ليس نهاية قصتك. اسمح لنفسك أن تحزن، لكن احزن برجاء. لقد بكى يسوع نفسه عند قبر صديقه لعازر، مبينًا لنا أن الحزن هو استجابة طبيعية وصحيحة للخسارة. ولكن كأتباع للمسيح، نحن "لا نحزن كبقية البشر الذين لا رجاء لهم" (1 تسالونيكي 4: 13). ثقوا أن الله يستطيع أن يأتي بالجمال من الرماد، وأن هذا الألم، رغم شدته، ليس دائمًا. اطلب الدعم من مجتمعك الإيماني. المقصود من جسد المسيح أن يحمل بعضه أثقال بعض (غلاطية 6: 2). أحط نفسك بإخوتك المؤمنين الذين يمكنهم الصلاة معك، وتقديم كلمات التشجيع، وتقديم الدعم العملي. لا تعزل نفسك في ألمك، بل اسمح للآخرين أن يكونوا أيدي المسيح وأرجله لك في هذا الوقت العصيب. استخدم هذا الموسم كإمكانية للنمو الروحي والتأمل الذاتي. اطلب من الله أن يكشف لك عن مجالات في حياتك يريد الله أن يعمل فيها ويشفيها ويغيرها. ربما هناك دروس يمكن تعلمها أو طرق يمكن أن تعمق بها هذه التجربة إيمانك وشخصيتك. كما تؤكد لنا رسالة رومية 8: 28، "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَعْمَلُ فِي كُلِّ شَيْءٍ لِخَيْرِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ، الَّذِينَ دُعُوا حَسَبَ قَصْدِهِ". مارس الامتنان، حتى في خضم الألم. قد يبدو هذا الأمر صعبًا، لكن التركيز على بركات الله يمكن أن يغير منظورنا ويفتح قلوبنا لراحته. حاول كل يوم أن تحدد شيئًا واحدًا على الأقل تشعر بالامتنان من أجله. يمكن لهذه الممارسة أن ترفع من معنوياتك تدريجيًا وتذكرك بحضور الله الدائم وتدبيره في حياتك. الانخراط في أعمال الخدمة والعطف على الآخرين. ومن المفارقات أن مد يد العون للآخرين يمكن أن يكون شفاءً عميقًا لقلوبنا. فبينما تركز على تلبية احتياجات من حولك، قد تجد أن ألمك الخاص يبدأ في التخفيف من آلامك. يمكن لهذا التركيز الخارجي أن يمنعك أيضًا من أن يستهلكك حزنك. أخيرًا، ثق في توقيت الله للشفاء والاستعادة. فالشفاء عملية قد تستغرق وقتًا أطول مما تتوقع. كن صبورًا مع نفسك ومع الله. كما وعد إشعياء 40: 31، "وَأَمَّا ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلرَّبَّ فَيُجَدِّدُ قُوَّتَهُمْ. سيرتفعون على أجنحة كالنسور، يركضون ولا يضجرون، يمشون ولا يتعبون، يمشون ولا يضعفون." تذكر أن هذا الألم ليس النهاية. محبة الله لك لا تتغير وأبدية. إنه يرى ألمك، ويعرف قلبك، وهو يعمل حتى الآن لتحقيق مقاصده الصالحة في حياتك. اتكئ على محبته، وثق بحكمته، واسمح له أن يعزيك ويشفيك. بمرور الوقت، ستجد أن هذه التجربة قد عمّقت إيمانك وأعدتك للبركات القادمة. ليحرس سلام المسيح، الذي يفوق كل فهم، قلوبكم وعقولكم وأنتم تجدون ملجأً فيه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هل يمكنني أن أجد الراحة في الصلاة حتى لو اهتز إيماني بسبب الخسارة |
الخطية انفصال عن الله |
الخطية انفصال عن الله |
اذا كان لابد من التركيز - فلابد من الراحة أولآ |
الخطية انفصال عن الله |