|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يعاتب شعبه: 1 «اِسْمَعُوا هذَا يَا بَيْتَ يَعْقُوبَ، الْمَدْعُوِّينَ بِاسْمِ إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِيَاهِ يَهُوذَا، الْحَالِفِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ، وَالَّذِينَ يَذْكُرُونَ إِلهَ إِسْرَائِيلَ، لَيْسَ بِالصِّدْقِ وَلاَ بِالْحَقِّ! 2 فَإِنَّهُمْ يُسَمَّوْنَ مِنْ مَدِينَةِ الْقُدْسِ وَيُسْنَدُونَ إِلَى إِلهِ إِسْرَائِيلَ. رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. 3 بِالأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ زَمَانٍ أَخْبَرْتُ، وَمِنْ فَمِي خَرَجَتْ وَأَنْبَأْتُ بِهَا. بَغْتَةً صَنَعْتُهَا فَأَتَتْ. 4 لِمَعْرِفَتِي أَنَّكَ قَاسٍ، وَعَضَلٌ مِنْ حَدِيدٍ عُنُقُكَ، وَجَبْهَتُكَ نُحَاسٌ، 5 أَخْبَرْتُكَ مُنْذُ زَمَانٍ. قَبْلَمَا أَتَتْ أَنْبَأْتُكَ، لِئَلاَّ تَقُولَ: صَنَمِي قَدْ صَنَعَهَا، وَمَنْحُوتِي وَمَسْبُوكِي أَمَرَ بِهَا. 6 قَدْ سَمِعْتَ فَانْظُرْ كُلَّهَا. وَأَنْتُمْ أَلاَ تُخْبِرُونَ؟ قَدْ أَنْبَأْتُكَ بِحَدِيثَاتٍ مُنْذُ الآنَ، وَبِمَخْفِيَّاتٍ لَمْ تَعْرِفْهَا. 7 الآنَ خُلِقَتْ وَلَيْسَ مُنْذُ زَمَانٍ، وَقَبْلَ الْيَوْمِ لَمْ تَسْمَعْ بِهَا، لِئَلاَّ تَقُولَ: هأَنَذَا قَدْ عَرَفْتُهَا. 8 لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ تَعْرِفْ، وَمُنْذُ زَمَانٍ لَمْ تَنْفَتِحْ أُذُنُكَ، فَإِنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ تَغْدُرُ غَدْرًا، وَمِنَ الْبَطْنِ سُمِّيتَ عَاصِيًا. في الأصحاح السابق فضح الله بابل العذراء سيدة الممالك التي انجرفت إلى حياة اللهو مع التشامخ والعنف فانهارت تمامًا، الآن قبل أن يعلن عن خروج شعبه أو تحريره من السبي في عتاب أبوي، صريح يكشف عن ضعفاتهم وخطاياهم وأيضًا عن مقاصده من السماح بسبيهم حتى لا يعودوا إلى خطاياهم مرة أخرى. لعل أخطر خطية تواجه المؤمنين أصحاب المعرفة الروحية هو الرياء مع الشكلية في العبادة. الله لا يريد إذلالهم إنما رفعهم إلى مركز ساٍم وأعطاهم إمكانيات روحية للحياة معه، أهمها: أ. دعاهم "إسرائيل" [1]، بكونهم شعبه المختار. ب. شعب ملوكي "خرجوا من بيت يهوذا" [1]. ج. دُعِيَ عليهم اسم الله: "الحالفين باسم الرب والذين يذكرون إله إسرائيل"، لكنهم يصنعون هذا "ليس بالصدق ولا بالحق" [1] مع إدراكهم أنه هو الله الواحد الحقيقي الذي يتعبدون له لكن في شكلية وبحرفية دون روح. د. تمتعوا بمدينة القدس [2] كمدينة الله المقدسة التي تضم هيكله. ه. "يُسْنَدون إلى إله إسرائيل" [2]، يفتخرون بمواعيده ويعترفون بعهده ويتكئون عليه (مي 3: 11).. و. تمتعوا بالنبوات الإلهية، إذ كان الله يخبرهم بالآتيات، أي بالأمور المقبلة [3]. أما سرّ تقديم هذه النبوات فهو تثبيتهم في الإيمان به وتصديق كلماته ومواعيده. لقد عرف أنهم قساة القلوب، عنقهم من حديد وجباههم من نحاس، يصعب عليهم تصديق الكلمات النبوية لذا قدم لهم نبوات تتحقق في المستقبل القريب حتى يصدقوا النبوات، وأيضًا للتمييز بين الله والأوثان [5]. مع كل ما قدمه الله لشعبه من هذه الإمكانيات عاشوا في شكلية العبادة بروح فريسية مملوءة رياء، كما خلطوا بين عبادة الله والأوثان، وتجاهلوا الكلمات النبوية واحتقروها ولم يفهموا أسرارها، لذا يوبخهم قائلًا: "لم تسمع ولم تعرف ومنذ زمان لم تنفتح أذنك، فإني علمت أنك تغدر غدرًا ومن البطن سميت عاصيًا" [8]. لقد انشغل إشعياء النبي بالحديث عن البصيرة الروحية والأذن الداخلية المقدسة، فإن حديثه عن المخلص يبدو لكثيرين في عصره أو للغالبية أمرًا يكاد يكون مستحيلًا. لقد جاء المخلص ومع ذلك يرفضه كثيرون بالرغم من تحقيق النبوات التي وردت في العهد القديم في شخصه وخلال أعماله الخلاصية، لذا فالعالم لا زال يحتاج إلى البصيرة الحقة والأذن المقدسة. حتى الذين آمنوا به وقبلوه يحتاجون إلى ذلك للتمتع بأسرار أعمق وإدراك الأمجد السماوية الداخلية الخفية. نحتاج جميعًا أن يرافقنا رب المجد ويتحدث معنا ليُقدس أعماقنا فنقول مع تلميذيّ عمواس: "ألم يكن قلبنا ملتهبًا فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب؟!" (لو 24: 32). * إلهي... أنت نوري، افتح عن عيني فتُعاينا بهاءك الإلهي، لأستطيع أن أسير في طريقي بغير تعثر في فخاخ العدو. * أنت النور، الذي أنار عقل يعقوب، فكسف لأولاده عن الأمور المختلفة. القديس أغسطينوس |
|