منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 08 - 2024, 01:59 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,139

كافأ الرب الشيخ ليونيد الستارتز على تواضعه بموهبة البصيرة




القديس



كافأ الرب الشيخ ليونيد الستارتز على تواضعه بموهبة البصيرة الروحية، فكان يعرف أسماء زائريه واحتياجاتهم حتى قبل إن يسألوه. ففي إحدى المرات، زار لاهوتي شهير رئيس إحدى مدارس إعداد الكهنة دير اوبتينو. فسأله موسى رئيس الدير إن كان يود أن يزور الشيخ ليونيد. إلا إنه رفض باشمئزاز قائلا: “ولماذا أذهب أنا اللاهوتي لاتحدث مع هذا الفلاح ابن الفلاح.” بالطبع لم يخبر أحد الاب ليونيد ما جرى. وفي الغد عدل اللاهوتي عن رأيه، وذهب لزيارة الشيخ الذي بادره فور دخوله القلاية بقوله: “لماذا أتيت لتتحدث مع الفلاح ابن الفلاح؟” اضطرب الأستاذ وطلب السماح من الشيخ، وبقي بقربه ساعات طوالا، عاد بعدها يقول للأب موسى : “ماذا يجيدنا نفعا كل علمنا. إن معرفته العميقة إنما هي الحكمة الحقيقية المباركة من الله.”

كان يعيش بقرب اوبتينو إنسان نبيل غني اعتاد أن يقول بتهكم: “إني لو صادفت الشيخ ليونيد، لجعلته يعترف بكل ما في قلبه”. وحدث فعلا أن أتى هذا النبيل بنفسه إلى الشيخ، فلما دخل القلاية، فجاءه الشيخ بقوله: “انظروا إلى هذا الرجل الفظ. انه يدّعي بأنه سيجعلني أعترف بما في قلبي، رغم انه هو نفسه لم يعترف ولم ينل الشكر منذ سبعة عشر عاما.” انذهل النبي مما قيل، واخذ يعترف من تلقاء نفسه بأنه يحيا حياة غير لائقة، وانه فعلاً قد أهمل سري الاعتراف والشكر لمدة عشر عاماً كما قال الشيخ.

ورغم مواهبه الجمة، لم ينجُ من الاضطهاد، إذ كان نصيبه كنصيب سائر الأبرار القديسين الذين عانوا الكثير من آلام الاضطهادات. فالأعداء كانوا كثر. ولسوء الحظ كانوا من الرهبان أنفسهم ومن الاكليروس. فقد منع بعض الجهال منهم ممارسة “كشف الأفكار” بالهرطقة. واستهجن آخرون اللقاءات الودية بين راهب يرتدي الاسكيم الكبير وبين علمانيين من بينهم نساء. وقدم فريق ثالث تقريرا رفع إلى مجلس الأبرشية يتهم القديس تهما مختلفة. فما كان من مطران كالوغا Kaloga إلا أن أمر الشيخ ليونيد بترك الاسقيط والتوجه إلى الدير للعيش فيه كسائر الرهبان. كما حرّم عليه ارتداء الاسكيم الكبير. قبل الاب ذلك بتواضع وصبر، وخضع بدون تذمر لأوامر سلطة الأبرشية. غير أن كل هذه التشديدات لمنعه من استقبال الزوار العلمانيين، لم يقف حائلاً بينه وبينهم. فاستمروا يتهافتون عليه طارحين ثقل آلامهم بين يديه. وكيف لهم إن يبتعدوا عمن هو أبوهم وصديقه وشفيعهم في آن واحد. فقد روى أحد حراس القيصر، بأنه لدى عودته من منطقة قرب اوبتينو، استوقفه أهل القرى الصغيرة، ظانين انه عائد من اوبتينو وانهالوا عليه بالأسئلة عن الأب ليونيد. فأصابه الدهش لما سمع، ولما استفسر عن علاقتهم بهذا الأخير، فوجئ بردهم: “تسألنا أيها السيد من أين نعرف الأب ليونيد؟ هل يمكن أن لا نعرفه؟ وكيف نجهل من هو لنا أكثر من أب نحن الجهال البائسين؟ فمن دونه نحن أيتام قسى الدهر عليهم”.

وجد الأب موسى في الدير نفسه في وضع حرج، أيطيع تهديدات الأسقف أم يتبع صوت ضميره المسيحي؟ ففي أحد الأيام، بينما كان الأب موسى ماراً بقرب قلاية الشيخ، رأى جموعاً غفيرة تحتاط به أمام القلاية. فرأى الرئيس نفسه مجبراً أن يذّكر الأب ليونيد بإدارة الأسقف الصريحة. أما الشيخ فأشار بيده إلى إنسان مقعد مطروح قرب القلاية قائلا: “انظر إليه. إنه وهو حي بعد يقبع في عذاب جهنم، وإني أستطيع أن أساعده وأن أنقذه. لقد أرسله الله إلى هنا لكي يتوب ولأكشف له خطاياه”. ارتاع الأب موسى لدى سماعه ذلك، لكنه أصرّ قائلاً: “إن سيادته يهدد بتوفيقك”. فأجاب الشيخ: “وماذا سيؤثر هذا عليّ. باستطاعتكم أن ترسلوني إلى سيبيريا، أن تحرقوني حياً. لكني لن أتغيّر سوف أبقى ليونيد نفسه. أنا لا أدعو أحداً اليّ لكنّي لا أستطيع أيضاً إن أطرد الذين يأتون”.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شدّد الشيخ ليونيد في تعليمه على التواضع الذي هو أعظم الفضائل
ليونيد الستارتز القديس
الستارتز ليونيد القديس
لقد كافأ الرب طاعة الإيمان التي ميزت المرأتين
بماذا كافأ الرب إيمان راعوث؟


الساعة الآن 02:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024