|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
(يا مريم أنا عبدك) سيبكم من الناس المرتعشين وتعالوا نحلل ونوزن الأمور: تخيلوا معى الموقف التالى: + أنا بشتغل طبيب ،وأنا ماشى فى الشارع قابلنى إتنين عيانين، العيان الأول قالى يا دكتور عندى صداع شديد من إمبارح فرحت إديتله شريط مسكن للآلام ، وأنا لسه ماشى قابلنى العيان التانى وقالى يا دكتور أنا فى مرحلة متقدمة من السرطان الفلانى وهموت بعد كام يوم، المهم أنا طلعتله وصفة دوائية ما من جيبى وقلتله خد دى وهتخف بكرة، المهم إن الاتنين خفوا وبقوا كويسين والإتنين قابلونى تانى يوم... تخيلوا معى كده إيه هيكون رد فعل الإتنين لىَّ؟؟ العيان الأول قالى شكراً يا دكتور على استحياء كده، طبعا الصداع اللى عنده حله بسيط وأى دكتور ممكن يعالجه وأدويته متوفرة وبتمن بسيط. العيان التانى حالته كانت ميؤس منها ، وملهاش علاج ،ولا غالى ولا رخيص، العيان التانى اغرقنى بالشكرواتحفنى بالدعوات وكان ناقص يوطى يبوس على رجلى كمان.. تعالوا نطبق موقف مشابه للموقف ده اللى اتعرضله "فضل الله الإبيارى" كاتب مديح "يا مريم أنا عبدك " (فى القرن السادس عشر-السابع عشر) الراجل ده كان شغال مُباشر عند الحكومة (يعنى موظف فى مكانة رفيعة) وجاله مرض فى عينيه عماه وبقت حياته كلها سواد ، ولما تشفع عند العذراء فى بيعتها بالريدانية شفته ورجعت ليه بصره مرة تانية من المنطقى والطبيعى أن كرامة ستنا العذراء عند فضل الله الإبيارى تكون أكتر منى ومنك، فأنا وأنت لما بنتشفع بالعدرا بنكون زى مريض الصداع مثلاً، غير فضل الله اللى كان عنده مرض لا يشفى (العمى) فلو أنا جيت أشكر ستى مريم هشكرها فى حدود المقبول والمعقول، لكن لو فضل الله الإبيارى تجاوز الحد فى شكرها فأنا لازم هنا أعذره و أفهم أن تجاوز الحد فى الشكر جاء نتيجة تجاوز الحد فى الصنيع اللى عملته معاه ستنا العذراء لما شفت عينيه رجعتله بصره.. فيه نقطتين كمان عاوز أضيفهم على الكلام السابق ده: + النقطة الأولى هى أن الناس اللى كانت معاصره لفضل الله الإبيارى كانت بتلومه على مبالغته وتجاوزه فى مدح ستنا العذراء وكان فيه شريحة من الناس"يبدو أنهم اللى كانوا مثقفين فى عصره" كانوا بيعارضوه، معنى كده أن المبالغة فى المدح مكانتش سمة العصر ده ، إنما اللى بالغ كان أفراد فقط وكمان فيه مجموعة واعية قابلوا الأفراد دول بالاعتراض، الاعتراضات على فضل الله هو كتبها بنفسه فى مدايحه لما يقول مثلاً "عذالى قد عذلوا " زى ما جا فى مديح على الهوس الأول، ومثال آخر فى مديح شيريه نيه ماريا يقول فيه الابيارى " تاهوا عذالى ما علموا حالى" العذال كلمة كانت مستخدمه بكثرة فى فترة حكم المماليك بمعنى "اللائمون، فالعاذل هو اللائم" يعنى الناس كانت بتلومه على اللى بيكتبه ده، وهو كان بيرد على اللى بيلوموه أنهم "ما علموا حالى" يعنى ميعرفوش ستنا العذراء عملت معاه إيه وإزاى فتحت ليه عينيه.. +النقطة التانية أن الانسلاخ من ثقافة العصر مش هيأدى غير لحكم متسرع ، فمثلاً كلمة "عبد" لا يقصد بها فى القرن السابع عشر نفس المعنى اللى بنقصده بيها وإحنا فى القرن الحادى والعشرين ، كلمة عبد فى الفترة دى كانت بستخدم لتعظيم شأن المتحدث إليه فقط ، بل من المدهش إن إحنا نعرف أن كلمة عبد كانت بستخدم بين الناس مع بعضها لما يحب المتحدث يعلى شأن المتحدث إليهم، ففضل الله الأبيارى بيقول عن نفسه فى مديح يا مريم أنا عبدك "الناظم من أبيار.. هو عبد الحُضَّار" وأيضاً يدون لنا غبريال القاييى من القرن السابع عشر قوله " والعبد الناظم دى الأقوال أقل عبيد ربى يسوع" فكلمة "عبد" فى الفترة دى لم تكن إلا لتعظيم المستمعين ولم يكن فيها أى جانب من جوانب تقديم العبادة زى ما الجهلة وأنصاف المتعلمين بيفتكروا.. جمله اخيره للمعترضين يعني لما اجي اقولك دلوقتي انا في خدمتك او انا خدامك هل معني كدا انا عبدتك ؟.😅😅😅 وبالنسبه للي بيقول ان الارثوذكس بيعبدوا العذراء مريم هارد عليك رد بسيط اوى لو لقيت حد بيقولك انا بعبد العدرا .. يبقي كلامك حقيقي .. لكن احنا بنقول ان العذراء مريم بشر وتحتاج الخلاص مثلنا تماما .. انما اكرامنا لها لانها والدة الاله وامنا القديسه المطوبه زى ما اي واحد بالظبط ما بيكرم امه الجسديه وبيقف قدام صورتها ويبص ليها بعمق كبير ويفتكر ايامها الجميله وفضائلها ويقولها الله ينيح روحك يا امي فين ايامك يا امي اتعلمت منك الصدق والوفاء وووو يا امي كنت اتمني اعيش طول عمرى خدامك يا امي لاجل تعبك معايا ارجوكي صليلي يا امي واذكريني امام عرش النعمه دى الام الجسدية هااااا فما بالك بامنا وفخر جنسنا القديسه العذراء مريم المطوبه |
|