منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 08 - 2024, 11:43 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,622

لما كان الاتكال على الذراع البشري أمرًا خطيرًا يُحطم الإيمان






الاتكال على الذراع البشري

لما كان الاتكال على الذراع البشري أمرًا خطيرًا يُحطم الإيمان في حياة البشرية عبر الأجيال فلا نعجب. إن عالجه إشعياء النبي مرارًا من زوايا مختلفة. هنا يوضح النبي خطورة النزول إلى مصر لطلب حماية فرعون عوض ارتفاع القلب إلى الله القدوس كحصن حقيقي ومعين لشعبه.


الالتجاء إلى فرعون:

1 وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَنْزِلُونَ إِلَى مِصْرَ لِلْمَعُونَةِ، وَيَسْتَنِدُونَ عَلَى الْخَيْلِ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الْمَرْكَبَاتِ لأَنَّهَا كَثِيرَةٌ، وَعَلَى الْفُرْسَانِ لأَنَّهُمْ أَقْوِيَاءُ جِدًّا، وَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ وَلاَ يَطْلُبُونَ الرَّبَّ. 2 وَهُوَ أَيْضًا حَكِيمٌ وَيَأْتِي بِالشَّرِّ وَلاَ يَرْجعُ بِكَلاَمِهِ، وَيَقُومُ عَلَى بَيْتِ فَاعِلِي الشَّرِّ وَعَلَى مَعُونَةِ فَاعِلِي الإِثْمِ. 3 وَأَمَّا الْمِصْرِيُّونَ فَهُمْ أُنَاسٌ لاَ آلِهَةٌ، وَخَيْلُهُمْ جَسَدٌ لاَ رُوحٌ. وَالرَّبُّ يَمُدُّ يَدَهُ فَيَعْثُرُ الْمُعِينُ، وَيَسْقُطُ الْمُعَانُ وَيَفْنَيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا.

يقدم لنا إشعياء النبي فكرًا روحيًا رائعًا، فإن موضوع الالتجاء إلى فرعون ليس مجرد خطة سياسية عسكرية لكنها موضوع لاهوتي يمس حياة الإنسان ومصيره الأبدي. من يتكئ على البشر مهما كثر عددهم أو إمكانياتهم أو قوتهم [1] إنما يلتصق بأناس جسدانيين مائتين فيصير مثلهم مائتًا، أما من يلتصق بالمخلص قدوس إسرائيل غير المتغير الأبدي فيحمل معه الخلود. اتكالنا على البشر يوحّدنا معهم فنهلك، واتكالنا على الله يربطنا به فنشاركه أمجاده الأبدية. هذا ما عناه عندما حذرهم قائلًا: "وأما المصريون فهم أناس لا آلهة، وخيلهم جسد لا روح، والرب يمد يده فيَعثر المعُين ويَسقط المُعان ويفنيان كلاهما معًا" [3].
لنتكئ إذن على الخالق الأبدي لا الخليقة الضعيفة العاجزة حتى على إعانة نفسها.
* "لا تتكلوا على الرؤساء" (مز 146: 4)...
الآن خلال نوع من ضعف النفس البشرية عندما يقع الإنسان في ضيقة ييأس من جهة الله، مختارًا أن يتكئ على إنسان.
ليقل لإنسان ساقط في ضيقة: "يوجد إنسان عظيم يُحررك"، للحال يبتسم ويبتهج وترتفع معنوياته، أما إن قيل له "الله يُحررك" فيسقط في حالة إحباط وييأس!
أنك تفرح عندما تنال عونًا من مائت، فكيف تحزن عندما تنال العون من الخالق؟!
لقد نلت وعدًا بأن يُحررك من هو محتاج أن يتحرر معك فترتفع معنوياتك كمن نال عونًا عظيمًا. ها أنت تنال وعدًا من (الله) المحرر الذي لا يحتاج إلى من يُحرره ومع ذلك تيأس كأنك تنال أمرًا واهنًا.
ويل لمثل هذه الأفكار، لقد ضلوا، حقًا صار فيهم موت خطير ومحزن!
* "تخرج روحه فيعود إلى ترابه، في ذلك اليوم تهلك كل أفكاره" (مز 146: 4)...
"قد رأيت الشرير عاتيًا فوق شجر لبنان، عبر فإذا هو ليس بموجود، والتمسته فلم يوجد" (مز 37: 35-36)...
كل هؤلاء قابلون للموت، سريعوا الزوال، هالكون.
إذن، ماذا يجب علينا أن نفعل إن كنا لا نترجى بني البشر ولا الرؤساء؟ ماذا يجب علينا أن نفعل؟ "طوبى لمن كان معينه إله يعقوب" (مز 146: 5)، لا يكون معينه هذا الإنسان أو ذاك، ولا هذا الملاك أو ذاك، إنما "طوبى لمن كان معينه إله يعقوب". فقد كان ليعقوب معينًا عظيمًا هكذا أقام من يعقوب إسرائيل. يا له من عون قدير! الآن هو إسرائيل "يرى الله"! أن بقيت أنت أيضًا هنا ولم تشرد عن رؤية الله، أن صار لك إله يعقوب معينًا، فأنك تتحول من يعقوب إلى إسرائيل؛ ترى الله، وتنتهي المتاعب وكل التنهدات وتبطل الارتباكات وتحل التسابيح السعيدة...
ليكن رجاؤك في الرب إلهك، ليكن رجاؤك فيه.
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
بطلان الذراع البشري
إذا تسلم الأبناء الإيمان والتعاليم السليمة من الآباء يجذبهم هذا إلى الاتكال على الله
قصور العقل البشرى وحده على الإيمان وتبعيته للمسيح
إن كان خداع الإنسان للآخرين أمرًا خطيرًا
حقيقة الإيمان، أنه ليس أمرًا جامدًا قبلناه وتوقف


الساعة الآن 04:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024