|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَخَذَ يسوعُ الأَرغِفَةَ وشَكَر، ثُمَّ وزَّعَ مِنها على الآكِلين، وفَعَلَ مِثلَ ذلك بالسَّمَكَتَين، على قَدْرِ ما أَرادوا "شَكَر" في الأصل اليوناني εὐχαριστήσας وبالعبريَّة יְבָרֶךְ (معناها يبارك) فتشير إلى صلاة التَّسبيح والشُّكر والبركة التي ترافق "كسر الخبز" في رتبة المائدة عند اليهود. وفيما يسوع يُبارك الزَّاد الموجود يتكاثر بصورة معجزيه ليكفي الجمهور إذ "ففيه خُلِقَ كُلُّ شيَء " (قولسي 1: 16). فالخبز والسَّمك كان يتضاعف بين يدَي الرَّب. والطَّعام لم ينفذ حتى أكل الجميع وشبعوا (متى 14: 20؛ 15: 37؛ مرقس 6: 42). ويُعلق القديس أوغسطينوس: "كانت الخمسة أرغفة هذه مثل بذور لم تُرمَ في الأرض، ولكنّ الّذي صنع السَّماء والأرض قام بتكثيرها". وصلاة الشُّكر شبيهة في رتبة الإفخارستيا حيث تتَّخذ هذه الصَّلاة معنى جديدًا. وهذه الصَّلاة تُذكرنا بنعم الله على الشَّعب وعظمة عطاياه. وما يدعو هنا إلى فعل الشُّكر هو عمل الله الذي يظهر خصوصًا في معجزة الخبز والسَّمكتين. فإن اللَّفظة العبريَّة للشكر هي إمَّا (תודה) التي تعبّر عن الاعتراف بالجميل، وإمَّا "ברך " (بارك) التي تعبّر عن التَّبادل الجوهري بين لله والإنسان. فهي صدى بركة الله الذي يهب خليقته الحياة والخلاص (تثنية الاشتراع 30: 19)، هي البركة التي يشكر الإنسان بوساطتها خالقه (دانيال 3: 9). أمَّا في أسفار العهد الجديد فان فعل "الشُّكر" لا ينفصل عن الاعتراف (ἐξομολογέω (متى 11: 25) وعن الحمد والتَّسبيح (αἰνέω) (لوقا 2: 13) وعن التَّمجيد (δοξάζω) متى 5: 16) وخاصة عن البركة (εὐλογέω) (لوقا 1:64)، لأنَّن الشُّكر يجلب البركة ، فشكر والبركة لهما معنى واحد. وهناك عبارة جديدة لا يعرفها العهد القديم، وقد وردت 60 مرة وهي كلمة الإفخارستيا (ευχαριστία) التي تعبّر عن الشُّكر المسيحي كجواب للنِّعمة التي وهبها الله في يسوع المسيح. وتشير هذه الآية إلى صورة عشاء الرَّب (متى 26: 26). كان يوحنا الإنجيلي يفكر في الإفخارستيا، وذلك من خلال إشارته الواضحة إلى اقتراب عيد الفصح، وكانت الكنيسة في ذاك الوقت تحتفل بسر الإفخارستيا قبل أربعين أو خمسين سنة على الأقل. |
|