رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يحتاج الله لصلواتنا وعبادتنا؟ الحقّ هو أنّ الله كاملٌ لا ينقُصه شيء، مُنزّهُ عن ذلك . الإنسان هو من يحتاجُ إلى العلاقة مع الله ، والصلاة هي ذلك الجسر القائم ، وبه نصُل لله طوال الوقت. لا يغلق الله باب رحمتِه ومحبّتهِ في وجه الإنسان، مهما تعاظم شرّه وازداد تعدّيه، فبمُجرّد أن يذهب إلى الله ويتحدّث إليه ، يجد القبول والمحبّة الثابتة؛ وهو ما ندعوه "النّعمة". فالنّعمة تعتمد على قرار العاطي وإرادته، وليس على طبيعة المُستقبِلْ أو استحقاقه . فالله يُقيم علاقةً مع الإنسان، ويتواصل معه في الصلاة ليس لشيء حسنٌ به، أو لأنّه يستحقّ ذلك، «الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ.» (رسالة رومية 3: 12). ولكن بسبب طبيعة الله القُدّوس المُحِبّة التي لا تتوقّف عند شرّ الإنسان وفساده. أدرك ذلك قديمًا داوود النبيّ (عليه السلام) فكتب لنا مُحذِّرًا: «إنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ» (مزمور 66: 18). فطبيعة الله القُدّوس تكرُه الخطيّة، ولكنّها تُحِبّ الخاطئ، واستجابتنا نحن لتلك المحبّة تجعلنا نتغيّر فلا نحتفظ بالخطيّة بل نتركها مُلتصقين بالله في علاقةٍ نتواصل فيها عن طريق الصلاة . فالخطيّة تفصلُنا عن الله، ولكن في صلواتنا نتقابل مع نعمته ومحبّته فنتغيّر ونعرفه ونعرف طبيعته فتتشكّل طبيعتنا به. وأنت يا عزيزي، إذا كُنت ترى نفسك غير مُستحقٍّ فأنت بحاجة لتعرف كيف تُصلّي! أخبرك اليوم أنّه لا يوجد فينا من يستحقّ، ولكنّها نعمة الله فهل تبدأ اليوم بالصلاة؟ |
|