رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ارتكبت حواء الأولى أول خطيئة في تاريخ البشرية، وحثت زوجها آدم أن يفعل مثلها (تكوين 3: 6). لا يعني هذا خفض مستواها إلى درجة أقل من الرجل. وذلك لأن حواء الثانية، القديسة مريم العذراء والدة يسوع، أنجبت مخلص العالم بطاعتها لمشيئة الله لها. وبذلك عكست الآثار السلبية لسقوط حواء الأولى. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الكتاب المقدس آدم، وليس حواء، المسؤول الرئيسي عن الخطيئة الأولى التي أدت إلى سقوط الجنس البشري (تكوين 3: 17-19؛ رومية 5: 12-21؛ كورنثوس الأولى 15: 21-23) . ذلك لأنه قد فشل في حماية حواء، زوجته، من السقوط. ليس في مقدرة الإنسان أن يحرر نفسه من ميوله الدفينة نحو الشرور. يحتاج الإنسان إلى معونة إلهية تمكنه من طاعة الله. ينعم الرب بالشفاء على إرادة الإنسان المجروحة ويقويها بروحه القدوس ويهبها المقدرة على محبته وطاعته. أدى السقوط إلى تدهور العلاقة بين الانسان والله. الخلاص هو الحركة نحو استعادة وتقوية هذه العلاقة. أعطانا انتصار السيد المسيح على الخطيئة بركات ونعم أعظم مما فقدناه بالسقوط. "وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ" (رومية 5: 15). كتب القديس توما الاكويني، قائلا أنه "ليس هناك شيء يمنع الطبيعة البشرية من السمو إلى مستوى أرفع، حتى بعد الخطيئة. يحول الله الشر الذي يسمح به إلى خير أعظم." لذلك، قال القديس بولس الرسول: "... حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدّاً" (رومية 5: 20). |
|