رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الناجون من إسرائيل: 20 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ وَالنَّاجِينَ مِنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ لاَ يَعُودُونَ يَتَوَكَّلُونَ أَيْضًا عَلَى ضَارِبِهِمْ، بَلْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ بِالْحَقِّ. 21 تَرْجعُ الْبَقِيَّةُ، بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ، إِلَى اللهِ الْقَدِيرِ. 22 لأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ شَعْبُكَ يَا إِسْرَائِيلُ كَرَمْلِ الْبَحْرِ تَرْجعُ بَقِيَّةٌ مِنْهُ. قَدْ قُضِيَ بِفَنَاءٍ فَائِضٍ بِالْعَدْلِ. 23 لأَنَّ السَّيِّدَ رَبَّ الْجُنُودِ يَصْنَعُ فَنَاءً وَقَضَاءً فِي كُلِّ الأَرْضِ. كثيرًا ما تحدث الأنبياء عن "البقية" التي تخلص، قصدوا بها القلة القليلة التي تبقى أمينة للرب وسط انهيار القيادات الدينية وفساد القضاة والرؤساء والشعب أيضًا. هذه البقية التي تنجو من فساد الجماعة ورجاساتهم، يخلصون من الضيق الشديد وقت التجربة المُرّة (رؤ 3: 10). هذه البقية التي تنجو من ظلم آشور لا تفرح بعودتها إلى أورشليم إنما بما هو أعظم، تفرح بلقائها مع الله القدير نفسه [21]. اقتبس الرسول بولس قول إشعياء النبي [(إش 22، 23) Lxx] قائلًا: "وإشعياء يصرخ من جهة إسرائيل وإن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص، لأنه متمم أمر وقاض بالبر، لأن الرب يصنع أمرًا مقضيًا به على الأرض" (رو 9: 27-28). جاء هذا القول في إشعياء [(إش 22، 23) Lxx] وكان يحمل نبوة عن المسبيين إذ كانوا كثيرين جدًا بالنسبة للقلة القليلة التي تنجو من الأسر... وأن الله سمح بذلك، بل وقضى بهذا التأديب لأجل البر. طبق الرسول هذه النبوة بصورة أشمل على العصر المسياني حيث يؤسر عدد كبير جدًا من اليهود تحت الجحود رافضين الإيمان بالمسيا، وقليلون هم الذين يخلصون بقبولهم المسيا المخلص، وقد سمح الله بذلك لأجل البر، ليفتح الباب للأمم. يعلق القديس يوحنا الذهبي الفم: [إنه يعني أنني لا أهتم بالجمع (بالعدد الضخم)، ولا أتأثر بالجنس (اليهود)، وإنما أخلص من يتقدمون كمستحقين للخلاص. إنه لم يذكر "كرمل البحر" بلا سبب. إنما ليذكرهم بالوعد القديم (تك 22: 17؛ 32: 12) الذين جعلوا أنفسهم غير أهل له. لماذا ترتبكون إذن إن كان الوعد لا يتحقق (للكل) إذ أظهر كل الأنبياء أنه ليس الجميع يخلصون؟ عندئذ يظهر الرسول أيضًا طريق الخلاص... "لأنه متمم أمر وقاض (بسرعة) بالبر، لأن الرب يصنع أمرًا مقضيًا به (سريعًا) على الأرض" (رو 9: 28)... هذا الأمر هو الإيمان الذي يحمل خلاصًا في كلمات قليلة: "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامة من الأموات خلصت" (رو 10: 9). ها أنتم ترون أن الرب متمم كلمة قليلة على الأرض، والعجيب أن هذه الكلمة القليلة لا تحمل خلاصًا فحسب بل وبرًا]. كما يقول: [لئلا تظن أن الله يهتم بالعدد الضخم فقط يقول: "وإن كان عدد بني إسرائيل كرمل البحر فالبقية ستخلص"]. ويقول القديس أغسطينوس: [هذه هي البقية من تلك الأمة التي تؤمن بالمسيح]. |
|