رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاثني عشر الرُّسل المُرْسَلون أثناء خدمة يسوع التَّبشيريَّة ازداد عدد تلاميذه بشكل ملموس، لكنَّهم لم يكونوا جميعهم رسلاً، حيث قام يسوع باختيار الاثني عشر من بين عدد كبير من أجل أن يكونوا معه "دعا تَلاميذَه، فاختارَ مِنهُمُ اثَنيْ عَشَرَ سَمَّاهم رُسُلٍا وهم: سِمْعان وسَمَّاه بُطرُس، وأَندَراوُس أخوه، ويَعقوبُ ويوحَنَّا، وفيلِبُّسُ وبَرْتُلُماوُس، ومَتَّى وتوما، ويَعقوبُ بْنُ حَلْفى وسِمْعانُ الَّذي يُقالُ لَه الغَيور، ويَهوذا بْنُ يَعقوبَ ويَهوذا الإِسخَرْيوطِيُّ الَّذي انقَلَبَ خائِنًا." (لوقا 6: 13–16). وقد دُوِّنت أسماءهم كل اثنين معًا. لم يكن هذا مجرد أسلوب كتابي، لكنَّه جمع الأخ مع الأخ والصِّديق مع الصِّديق للعمل معًا. وكان مهمة أولئك الرُّسل أن يعملوا باسم المسيح (مرقس 9: 38–41). وقد اختار في أثناء خدمته هنا أثني عشر رسولًا على عدد أسباط إسرائيل الاثني عشر (متى 19: 28). ويَذكرهم لوقا الإنجيلي دائما باسم "الرُّسل" (لوقا 9: 10)، لأنَّه “أَرسَلهم لِيُعلِنوا مَلَكوتَ اللهِ ويُبرِئوا المَرضى" (لوقا 9: 2). بعد القيامة أرسلهم يسوع لكلِّ العَالَم "اِذهَبوا في العَالَم كُلِّه، وأَعلِنوا البِشارَةَ إِلى الخَلْقِ أَجمَعين" (مرقس 16: 14). ولذلك فهناك دعوة مباشرة من المسيح كي يقوم الرَّسول بخدمته الرَّسوليَّة. وأمَّا الشُّروط الأخرى للانضمام للاثني عشر فهي مذكورة في سفر أعمال الرسل (1: 21 و22)، إذ كان يجب أن يكون ممن كانوا مع يسوع منذ معموديَّة يوحنا إلى صعود المسيح، وان يكونوا شهود للقيامة "فيَسوعُ هذا قد أَقامَه اللّه، ونَحنُ بِأَجمَعِنا شُهودٌ على ذلك" (أعمال الرسل 2: 32). تمتد إرساليَّة يسوع عن طريق مُرْسَليه وهم الاثنا عشر، الذين لهذا السَّبب بالذَّات يحملون لقب المُرْسَل. والواقع أن إرساليَّة الرُّسل ترتبط ارتباطا وثيقا بإرساليَّة يسوع: "كما أرسلني الآب، أرسلكم أنا أيضًا" (يوحنا 20: 21). وفي أثناء حياته أرسلهم يسوع يتقدمونه (لوقا 10: 1) ليعلنوا ملكوت الله ويشفوا المرضى (لوقا 9: 1-2)، وهذا هو موضوع إرساليته الشَّخصيَّة. فهم العملة الذين يرسلهم ربّ الحصاد إلى حصاده (متى 9: 38). وهم العبيد الذين يرسلهم الملك لإحضار المدعوين لعرس ابنه (متى 22: 3). أرسلهم يسوع " كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب" (متى 10: 16)، لذا ينبغي ألاّ ينخدعوا بخصوص المصير الذي ينتظرهم: ما "كانَ الرَّسولُ أَعظَمَ مِن مُرسِلِه" (يوحنا 13: 16)، وكما عامل العَالَم السَّيد، هكذا سيعامل عبيده (متى 10: 24-25). |
|