رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المولود العجيب: 6 لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا، وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7 لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ، لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ، مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا. سر تمتع الأمة بالنمو المستمر والفرح الدائم مع الحرية المجيدة هو مجيء المسيا كمخلص وغالب ومنتصر باسم البشرية ضد الأعداء. جاء ابن الله متأنسًا ليحمل نير الصليب باسمنا فيهبنا كل إمكانيات الخلاص. إذ يقول النبي: "لأنه يولد لنا ولد ونُعطى ابنًا، وتكون الرئاسة على كتفه ويُدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن وإلى الأبد، غيرة رب الجنود تصنع هذا" [6-7]. كانت البشرية المؤمنة تترقب التجسد الإلهي حيث يأتي ابن الله الذي هو الخالق واهب الحياة ومجدها ليقيم طبيعتنا الميتة الفاسدة إلى صلاحها الذي خُلقت عليه، بإعادة خلقتها وتجديدها المستمر فيهبها استمرارية الحياة مع الفرح والحرية. أ. "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْنًا"، أي يتأنس فيصير ابن الله ابن الإنسان، ويُحسب ولدًا، يحمل طبيعتنا الناسوتية حقيقة في كمال صورتها بغير انفصال عن لاهوته ودون امتزاج أو خلط أو تغير. يُشاركنا حياتنا البشرية ماعدا الخطية ويبقى كما هو "ابن الله"... يقول الرسول: "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما لكي يُبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس" (عب 3: 14). * صار إنسانًا في جسد خلاصنا، لكي يكون لديه ما يُقدمه عنا خلاصًا لجميعنا. البابا أثناسيوس الرسولي القديس أمبروسيوس * تكون الرئاسة على كتفه، إذ دخل مملكته بحمله الصليب. العلامة أوريجانوس الشهيد يوستين ج. "يُدعى اسمه عجيبًا"، لأنه فائق الإدراك؛ أُعطى اسمًا فوق كل اسم لكي تجثو باسمه كل ركبة ممن في السماء وممن على الأرض ومن تحت الأرض (في 2: 9-11). أدراك التلاميذ والرسل قوة اسم "يسوع"، به كانوا يكرزون، وبه كانوا يشفون مرضى ويخرجون شياطين ويقيمون موتى. تكشف لنا كتابات العلامة أوريجانوسعن اعتزاز الكنيسة الأولى باسم يسوع كسّر قوة يتمسك به المؤمن ليعيش غالبًا ومنتصرًا على الخطية والشيطان وكل قوات الظلمة. فمن كلماته: [باسمه كثيرًا ما تُطرد الشياطين من البشر، خاصة إن رُدد بطريقة سليمة وبكل ثقة. عظيم هو اسم يسوع، الذي له فاعليته حتى إن استخدمه الأشرار أحيانًا. اسم يسوع يشفي المتألمين ذهنيًا، ويطرد أرواح الظلمة، ويهب شفاءً للمرضى]. كما يعلن عن أن ألقابه تكشف عن نعمة المتعددة الغنيمة، إذ يقول: [بالرغم من أن المسيح واحد في جوهره لكن له ألقاب كثيرة تُشير إلى سلطانه وأعماله، يفهم أنه النعمة والبر والسلام والحياة والحق والكلمة...]. د. "مشيرًا"، بكونه "حكمة الله" (1 كو 1: 24)، المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم (1 كو 2: 3). جاءت الترجمة السبعينية "رسول المشورة العظيمة"... ما هي هذه المشورة العظيمة التي أرسله الآب من أجلها؟ إعلان السّر الإلهي للبشر، والكشف عن الآب الذي لا يعرفه إلاَّ الابن ومن أراد الابن أن يعلن له. * دُعِيَ ابن الله هكذا (رسول المشورة العظيمة) من أجل الأمور التي علمّها خاصة وأنه أعلن للبشر عن الآب، إذ يقول: "أظهرت اسمك للناس" (يو 17: 6)... أعلن اسمه بالكلمات والأعمال. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس إكليمندسالاسكندري العلامة أوريجانوس و. "أبًا أبديًا": يلحق اللقب "إله قدير" بـ"أب أبدي"، ليعلن أن قدرة السيد المسيح، الإله الحق ليست في إبراز جبروت وعظمة إنما بالحري في تقديم أبوّة حب فريدة نحو البشرية، خلالها ننعم بقدرة المسيح فينا. أنه الخالق القدير الذي يُعطي ذاته لمؤمنيه كأعضاء جسده وكأبناء له فيحملون إمكانياته فيهم. بمعنى آخر في المسيح يسوع تُعلن قدرة الله الغير مدركة مع حبه العملي الفائق، لنقول مع الرسول: "استطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني". ز. "رئيس السلام"، هو ملك السلام (1 تس 5: 33)، الذي يُقدم لنا دمه من أجل مصالحتنا مع الآب، فنحمل سلامًا داخليًا معه (رو 5: 1)، سلامًا مع الله ومع أنفسنا ومع إخوتنا، محطمين سياج العداوة الداخلية والخارجية. إنه ابن داود، "رئيس وملك"، لا على مستوى الأرض والزمن، وإنما لكي يملك أبديًا على كرسي داود أبيه (لو 1: 32-33) على مستوى القلب الداخلي والأبدية، ليس لمملكته ولا لسلامه حدود [7]. يملك بالحق والبر، إذ يخفينا فيه فنصير سالكين بالحق، حاملين بره. أما علة ذلك فهي "غيرة رب الجنود تصنع هذا"، يغير على البشرية بكونه العريس السماوي المتحد بعروسه. في اختصار يعلن إشعياء النبي عن هذا المولود العجيب القدير، الذي لا يخلص آحاز من مقاومة أعدائه إنما يُقيم مملكة جديدة أساسها كرسي داود، مملكة سلام حقيقي يمتد إلى الشعوب والأمم ولا يكون لسلامه نهاية [7]، إذ يهبنا ذاته سرّ سلام أبدي. * انظروا لقد أُعطى لنا ابن الله. بعد قليل يقول: "وللسلام لا نهاية" [7]. للرومان حدود (نهاية) أما مملكة ابن الله فبلا حدود. فارس ومادي لهما حدود، وأما الابن فليس له حدود. يقول بعد ذلك: "على كرسي داود وعلى مملكته..."، القديسة العذراء هي من نسل داود. القديس كيرلس الأورشليمي اليد الممدودة: 8 أَرْسَلَ الرَّبُّ قَوْلًا فِي يَعْقُوبَ فَوَقَعَ فِي إِسْرَائِيلَ. 9 فَيَعْرِفُ الشَّعْبُ كُلُّهُ، أَفْرَايِمُ وَسُكَّانُ السَّامِرَةِ، الْقَائِلُونَ بِكِبْرِيَاءٍ وَبِعَظَمَةِ قَلْبٍ: 10 «قَدْ هَبَطَ اللِّبْنُ فَنَبْنِي بِحِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ. قُطِعَ الْجُمَّيْزُ فَنَسْتَخْلِفُهُ بِأَرْزٍ». 11 فَيَرْفَعُ الرَّبُّ أَخْصَامَ رَصِينَ عَلَيْهِ وَيُهَيِّجُ أَعْدَاءَهُ: 12 الأَرَامِيِّينَ مِنْ قُدَّامُ وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ وَرَاءُ، فَيَأْكُلُونَ إِسْرَائِيلَ بِكُلِّ الْفَمِ. مَعَ كُلِّ هذَا لَمْ يَرْتَدَّ غَضَبُهُ، بَلْ يَدُهُ مَمْدُودَةٌ بَعْدُ! كلمة الله في محبته غير المحدودة يتنازل ليصير إنسانًا لكي يضيء للجالسين في الظلمة، يشرق عليهم بنوره الإلهي واهبًا إياهم نور المعرفة، مقدمًا لهم حياته سرّ فرح وتهليل ونصرة مستمرة، أما الإنسان -فعلى العكس- يتشامخ بالكبرياء، حاسبًا في نفسه أنه قادر بذراعه البشري على تحقيق الخلاص. هذا ما حدث في أيام إشعياء النبي وما يحدث عبر العصور، فقد تشامخ بيت يعقوب رافضين مشورته النبوية، وأيضًا في أيام السيد المسيح حيث جحدوا الإيمان به... ومع هذا كله تبقى يدّ الله ممدودة بالحب تنظر رجوع الإنسان إليه. في هذا الفصل ثلاثة أبيات شعرية في العبرية تنهي بالعبارة: "مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد" [12، 17، 20] (أيضًا إش 10: 4). يرى البعض أن هذه اليد الإلهية الممدودة علامة على دعوة الله للإنسان كي يقترب إليه ويلتقي معه ويتحد به. وأيضًا علامة حماية الله له، وكأنه يؤكد له أنه مهما بلغت العقبات فيد القدير ممدودة لتخلصه من كل شر وتنقذه من المرارة والضيق. كما هي علامة على التأديب الإلهي النابع عن الحب، يمد يده ليضغط على الإنسان فيرجع إلى نفسه ويطلب الله معينه. هذه العلامات الثلاث قد تحققت خلال تجسد الكلمة، حيث يدعونا إلى البنوة لله، ويُقدم لنا الخلاص المجاني، ويحمل أجرة الخطية في جسده ليجتذبنا إليه. اليدّ الإلهية رمز للكلمة الإلهي الذي نزل إلينا ليعلن حب الآب ويصالحنا معه بدمه ثمنًا لخطايانا ومعاصينا. الله -في محبته- سمح بالضيق لمملكة إسرائيل (أفرايم) لكن عوض التوبة تشامخوا بالأكثر. هذا ما كشفه النبي بقوله: "القائلون بكبرياء وبعظمة قلب، قد هبط اللبن فنبني بحجارة منحوتة؛ قطع الجميز فنستخلفه بأرز" [10]. يرى البعض أن النبي يتحدث هنا عن الزلزلة التي حدثت في أيام عزيا، والتي يبدو أنها كانت عامة (عا 1: 1؛ زك 14: 5)؛ بسببها سقطت معظم بيوت السامرة وأفرايم وكثرت الضحايا، فصاروا يتهكمون على قضاء الله معلنين أنه وإن كان قد سمح بهدم بيوتهم المصنوعة من اللبن وسقوط أشجار الجميز، فإنهم يقيمون قصورًا مصنوعة من الحجارة المنحوتة ويغرسون أشجار أرز لا يقدر الزلزال أن يهدمها أو يزيلها. وكأنهم بهذا يكررون ما فعله الإنسان عندما شرع في بناء برج بابل ليكون رأسه في السماء (تك 11: 3-4). يرد إشعياء النبي على ذلك بإعلان تأديب الله الأكثر شدة، فإنهم ما داموا لم يرتعدوا بالزلزلة فسيسمح بهياج العدو "رصين" ملك آرام، ويهيج أيضًا أعدائه (ربما قصد أشور الذي هاجم إسرائيل وفيما بعد انقلب على يهوذا). أنه يسمح بهياج الأمم ضد إسرائيل ليفترسوهم تمامًا، كما يفترس وحش غنمًا ويبتلعه: "فيأكلون إسرائيل بكل الفم" [12]؛ لكن تبقى مراحم الله تنتظر رجوعهم، إذ يكمل حديثه: "مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد" [12]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كانت تنتظر مجيء المسيا |
فنختبر الثمر الكثير والفرح المستمر |
الإنسان كائن متأمل، والفرح يأتي من التأمل الدائم |
سر السعادة والفرح الدائم والراحة النفسية هو يسوع |
عن الشركة مع الثالوث والفرح الدائم |