أهداف العقوبة الأرضية
لقد حدد المرنم خطة الله في التعامل مع الخاطئ، موضحًا أنه يتأنى في العقاب، ليقود الخاطئ إلى التوبة والرجوع، فإن لم يرجع عن شره يعاقبه، لعله يفيق من شروره، كقوله: "اَللهُ قَاضٍ عَادِلٌ، وَإِلهٌ يَسْخَطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ. إِنْ لَمْ يَرْجعْ يُحَدِّدْ سَيْفَهُ. مَدَّ قَوْسَهُ وَهَيَّأَهَا" (مز ٧: ١١، ١٢).
إن الله يتأنى كثيرًا على الخاطئ لعله يرجع، ولا يعاقب الإنسان كحسب شروره، لكنه يؤدبه لما فيه منفعته. فيما يلي نبين مقاصد وأهداف الله من العقوبة والتأديب... مقاصد الله صالحة من نحو البشر.
أوضح الوحي الإلهي في سفر أيوب أن الله يتأنى في العقاب، وأن هدف العقوبة الإلهية هو الخلاص من الهلاك الأبدي، قائلًا: "لكِنَّ اللهَ يَتَكَلَّمُ مَرَّةً، وَبِاثْنَتَيْنِ لاَ يُلاَحِظُ الإِنْسَانُ. فِي حُلْمٍ فِي رُؤْيَا اللَّيْلِ، عِنْدَ سُقُوطِ سَبَاتٍ عَلَى النَّاسِ، فِي النُّعَاسِ عَلَى الْمَضْجَعِ. حِينَئِذٍ يَكْشِفُ آذَانَ النَّاسِ وَيَخْتِمُ عَلَى تَأْدِيبِهِمْ، لِيُحَوِّلَ الإِنْسَانَ عَنْ عَمَلِهِ، وَيَكْتُمَ الْكِبْرِيَاءَ عَنِ الرَّجُلِ، لِيَمْنَعَ نَفْسَهُ عَنِ الْحُفْرَةِ وَحَيَاتَهُ مِنَ الزَّوَالِ بِحَرْبَةِ الْمَوْتِ. أَيْضًا يُؤَدَّبُ بِالْوَجَعِ عَلَى مَضْجَعِهِ، وَمُخَاصَمَةُ عِظَامِهِ دَائِمَةٌ" (أي٣٣: ١٤-١٩).
العِبرَة
قد يعاقب الله الأشرار، الذين لا رجاء فيهم بضربات قاسية تُنهِي حياتهم، لكي يكونوا عِبرَة لغيرهم، ممن لم يفجروا بعد، وليبين أيضًا شدة غضبه، وعدم تهاونه مع الشر، أو عدم رضاه على الأشرار، كقوله: "وَإِذْ رَمَّدَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِالانْقِلاَبِ، وَاضِعًا عِبْرَةً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يَفْجُرُوا" (٢بط ٢: ٦).