|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أرض المظالم. إن الأرض تمتلئ بالمظالم، لأن العدل لا يمكن أن يكتمل ما دام الشر موجود في العالم، ولكن الكتاب يُطَمئِنّ البشر، بقوله: "إِنْ رَأَيْتَ ظُلْمَ الْفَقِيرِ وَنَزْعَ الْحَقِّ وَالْعَدْلِ فِي الْبِلاَدِ، فَلاَ تَرْتَعْ مِنَ الأَمْرِ، لأَنَّ فَوْقَ الْعَالِي عَالِيًا يُلاَحِظُ، وَالأَعْلَى فَوْقَهُمَا" (جا 5: 8). أما السماء فهي أرض الاستقامة والعدالة، لأن فيها سيُحاسب الله كل إنسان كنحو أعماله، كقوله: "لأَنَّهُ لاَبُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا" (2كو 5: 10). إن الله لا يعاقب البشر في الأرض على سبيل إقامة العدالة الإلهية، ولكنه عندما يعاقب الأشرار على الأرض، فذلك على سبيل التأديب، ولكن دينونة الأشرار العادلة ستأتي عليهم في اليوم الأخير لا محالة. العقوبة الأرضية ليست هي القاعدة السائدة. الواقع العملي والكتابي يشهد أنه ليس من الضروري أن يُعَاقبُ الأشرار على الأرض (مع أن شرهم حتمًا يؤذيهم)، كقول الكتاب: "لأَنِّي غِرْتُ مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ، إِذْ رَأَيْتُ سَلاَمَةَ الأَشْرَارِ. لأَنَّهُ لَيْسَتْ فِي مَوْتِهِمْ شَدَائِدُ، وَجِسْمُهُمْ سَمِينٌ" (مز ٧٣: ٣، ٤). إن عقاب الله كل إنسان بعقوبة أرضية على كل خطية يقترفها أمر غير منطقي، لأن ضعف البشر عظيم، وخطاياهم كثيرة جدًا، وهذا الافتراض سيجعلهم في كرب شديد، ويُحِيلُ حياتهم إلى جحيم، وقد يتسبب في هلاكهم جميعًا، كقوله: "إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟ لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ" (مز ١٣٠: ٣، ٤). |
|